هبط موكب العظمة عراص الغاضريات، وهو يضمّ الفتية من آل عبد المطلب، والأُباة الصفوة من الأصحاب، فكانوا فرحين بما أتاهم المولى من فضله، واختصّهم به من المنحة الكبرى، حيثُ جعل أثر ميتتهم حياة للدين ومدحرة للأضاليل، فكانوا رضوان اللّه عليهم بما أودع اللّه تعالى فيهم من النيات الصادقة لايهابون في سبيل السير إليه تعالى عقبة كأداء، أو نبأً موحشاً ; من تخاذل القوم، وتدابر النفوس، وتضاءل القوى، لما عرفوه من أنّها موهبة لا يحظى بها إلاّ الأمثل فالأ مثل، فقابلوا الأخطار بجأش طامن، وجنّان ثابت، لا تزجره أيّ هائلة، وكُلّما اشتدّ المأزق الحرج أعقب فيهم انشراحاً وانبساطاً، بين ابتسامة ومداعبة، ومن فرح إلى نشاط.