responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 163

اليقين


لقد كان أبو الفضل (عليه السلام) أحد الأفذاذ العلويين الذين لم تكن المفاخر مزايا زائدة على ذاتّياتهم وإن مدحوا بآثارها ; لأنهم زبد المخض، حازوا شرف النبوّة، وفضيلة الخلافة، تتنضد بهم حمل العلم، وتعتدل موازين العمل، وتترنّح بهم صهوات المنابر.

فكان سلام اللّه عليه متربّعاً على منصّة المجد، ومِلْءُ الندي هيبة، ومِلْءُ العيون بهجة، ومِلْءُ المسامع ذكره الجميل، ومِلْءُ القلوب محبة، وحشو اهابه علم وعمل، وحشو الردى سؤدد وشرف.

وإن الإحاطة بما حواه من اليقين الثابت والبصيرة النافذة بأحد طريقين!

الأوّل: سبر أحواله، ومواقع إقدامه وإحجامه، ومواضع بطشه وإناته، وموارد صفحه وانتقامه. ولا بدّ أن يكون المنقّب عند ذلك مميزاً بين مدراج الرأي ومساقط الخطل، بصيراً بمراقي الحلم ومهاوي البطش.

والثاني: إخبار مَن وقف على ذلك، بمباشرة وافية، وعلم متسع، تم شكله وظهر إنتاجه، أو تعليم إلهي، أو أخذ عمّن له صلة بذلك التعليم.

وغير خفي أنّ قمر بني هاشم ملتقى ذينك الطرفين، في البصيرة واليقين، في دينه وعقله، في معارفه وأخلاقه، في حلّه

اسم الکتاب : العبّاس (عليه السلام) المؤلف : المقرّم، السيد عبد الرزاق    الجزء : 1  صفحة : 163
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست