responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 74

الحب في الله والبغض في الله :

ومن الواضح : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن ينطلق في حبه لهما ، وحزنه عليهما من مصلحته الشخصية ، أو من عاطفة رحمية ، وإنما هو يحب في الله تعالى ، وفي الله فقط. ويقدِّر أي إنسان ، ويحزن لفقده ، ويرتبط به روحياً وعاطفياً ، بمقدار ارتباط ذلك الإنسان بالله ، وقربه منه ، وتفانيه في سبيله ، وفي سبيل دينه ورسالته.

أي أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله لم يتأثر على أبي طالب والسيدة خديجة عليهما‌السلام؛ لأن هذه زوجته وذاك عمه. وإلا فقد كان أبو لهب عمه أيضاً. وإنما لما لمسه فيهما من قوة إيمان ، وصلابة في الدين ، وتضحيات وتفان في سبيل الله ، والعقيدة. وفي سبيل المستضعفين في الأرض ، ولما خسرته الأمة فيهما ، من جهاد وإخلاص قل نظيره في تلك الظروف الصعبة والمصيرية.

وقد ألمح النبي الأعظم صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى ذلك حينما جعل موت أبي طالب والسيدة خديجة عليهما‌السلام ، مصيبة للأمة بأسرها ، كما هو صريح قوله في هذه المناسبة :

«.. اجتمعت على هذه الأمة مصيبتان ، لا أدري بأيهما أنا أشد جزعاً» [١].


٥٦ والسيرة النبوية لدحلان ج ١ ص ١٣٩ ط دار المعرفة وأسنى المطالب ص ٢١.

[١] تاريخ اليعقوبي ج ٢ ص ٣٥ ط صادر.

اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 74
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست