responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 152

مهما كبرت ، وللأعاصير الهوجاء مهما زمجرت وعصفت.

ثم كان شعر الفكر والوعي ، والتوجيه والهداية ، والدعوة الخالصة والمخلصة إلى الله سبحانه ، وإلى دينه القويم ، وصراطه المستقيم.

إلى جانب ذلك كله ، نجد أنه الشعر السهل الممتنع ، والبليغ والقوي ، ليس فيه صلف ، ولا سرف ، ولا نكارة ، ولا وحشية.

كما أنك لا تجد فيه أي نوع من أنواع المجون والتبذل ، أو الاستجداء أو الاستخذاء ، أو الانهزام والتنصل.

ولا تستطيع أن تلمح فيه أيضاً أي لون من ألوان التكلف ، أو الركاكة ، أو التعسف ، فهو متماسك متناسق ، فيه جزالة وصفاء ، وصدق ووفاء ، وبذل وعطاء ، لا تشك في أنه نابع من وجدان منصف ، وضمير حي ، ترفده مشاعر الطهر والصدق والإخلاص ، ويفيض من معين البطولة والرجولة ، والشهامة والتحدي.

نعم .. إنك تلمس كل ذلك بسهولة ويسر ، في شعر أبي طالب عليه‌السلام ، مؤمن قريش ، والرجل المظلوم ، والمظلوم حقاً ، الذي تصدى وتحدى الطواغيت والجبارين بإيمانه ، وجاهد في سبيل الله بنفسه ، وولده ، وبماله ، وبيده ولسانه ، فرغمت بجهاده هذا أنوف ، وذلّت معاطس ، ضج بها حسد بغيض ، وحقد كامن ، وجرح لا يداوى.

الرجل الفذ :

وخلاصة الأمر : أننا حينما نقرأ شعر أبي طالب عليه‌السلام ، فإنما نقرأ فيه أبا طالب نفسه عليه‌السلام ، ونتعرف على خصائصه وسجاياه ،

اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى    الجزء : 1  صفحة : 152
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست