اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 141
ولكننا
نقول : إن أبا طالب عليهالسلام قد كان محظوظاً
جداً ، حيث لم يكن قريباً لهؤلاء ، ولا لمن يتولاه هؤلاء ، فنجا من أن تنسب إليه
فضائل مكذوبة ، ومن أن يعطى أوسمة لا حقيقة لها ، إذ يكفي هذا الرجل من الفضائل
والأوسمة ما كان قد ناله عن جدارة واستحقاق ، بجهاده ، وبإخلاصه ، وبعمله الصالح
الذي نال به رضا الله سبحانه. وذلك هو الفضل العظيم ، والحظ الأسعد ، والمقام
الأمجد.
مفارقات ..
ذات دلالة :
والغريب
في الأمر : أن من هؤلاء القوم
، من يرى أن قاتل عمار بن ياسر من أهل الجنة ، وأن ابن ملجم مجتهد في قتله الإمام
علياً عليهالسلام
، ثم هم يدافعون عن يزيد بن معاوية لعنه الله ، ويعتبرونه من أهل الجنة ، بل
ادَّعى له بعضهم النبوة قبحهم الله وإياه. كما أن البعض كابن عربي يرى : أن فرعون
مؤمن ، وأن عبدة العجل موحدون مؤمنون ، إلى غير ذلك من ترهات وأباطيل ، وأضاليل.
هذا
عدا عن أنهم قالوا : إن حاتم الطائي
يدخل النار لكنه لا يعذب بها لجوده ، وأن كسرى لا يعذب لعدله ، وأن أبا سفيان ، أبا
معاوية الذي يقول لعثمان حينما صارت إليه الخلافة :
قد صارت إليك بعد تيم وعدي ، فأدرها
كالكرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ، ولا أدري ما جنة ولا نار [١] إن أبا سفيان هذا ،
[١] النزاع والتخاصم ص ٢٠ والصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٦ ص ٢٧٣.
اسم الکتاب : ظلامة أبي طالب عليه السلام «تاريخ و دراسة» المؤلف : العاملي، السيد جعفر مرتضى الجزء : 1 صفحة : 141