responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 98

هذه هي حقيقة موقف أبي ذر، وليس كما يصورها بعض المؤلفين كابن العربي وغيره، ممن يميلون الى مناصرة موقف السلطة، مقتفين أثر سيف بن عمر الذي يبدو واضحاً أنه يقلب الحقائق رأساً على عقب، فانتصاره للصحابة لا يشمل جميعهم، بل بعضهم كما نلاحظ.

"لقد جاءت انتفاضة أبي ذر ضد طغيان الأقلية، أول مصادمة علنية بين الاتجاه الإسلامي، وبين الخلافة التي فقدت مع عثمان هالتها الكبيرة، بعد ما أصبحت مظلة لأصحاب الاتجاه القبلي[1].

عثمان وعمار بن ياسر

لقد كان عمار أحد أقطاب المعارضة في زمن عثمان، لذا فقد نال نصيبه الأوفى من التشنيع والحط من المكانة وذلك في الروايات التي أخرجها الطبري في تاريخه بطريق سيف، وتابعه على ذلك جمع من المؤلفين قديماً وحديثاً.

فتارة نجد عمار بن ياسر وقد أصبح هو الآخر ذيلا لعبد الله بن سبأ، يشاركه في حياكة المؤامرات للاطاحة بالخلافة الاسلامية المتمثلة بعثمان بن عفان، وليس من سبب وجيه تذكره هذه الروايات لتفسير انقلاب عمار بن ياسر على السلطة، سوى أن عثمان قد اقتصّ منه لسبب تافه أيضاً، وهو: أن عماراً قد عارك عتبة بن أبي لهب، مما دفع عثمان - وهو الخليفة- الى الاقتصاص منهما وتأديبهما بالضرب.

هذه القصة المتهافتة التي تصوّر لنا عمار بن ياسر - وهو من السابقين


[1] من دولة عمر إلى دولة عبدالملك، إبراهيم بيضون: 107.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 98
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست