responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 773
يكونوا هم المصدر الذي أراده الله ونبيه لحمل أعباء تبليغ الشريعة، بل هم أهل البيت.

الصحابة والنص

لقد كان الصحابة متفاوتين - ليس في ملكاتهم وعلومهم فحسب- بل وفي درجة قربهم من النبي (صلى الله عليه وآله)، نعم لقد كان بعض الصحابة قريبين من النبي ولكنهم لم يكونوا مقرّبين إليه، ولا كانوا ممن يُفضي إليهم بأسرار النبوة والقضايا الخطيرة، وقد ذهب الجمهور إلى عكس الواقع، يقول ابن تيمية: فأبو بكر وعمر كان اختصاصهما بالنبي (صلى الله عليه وآله) فوق اختصاص غيرهما وأبو بكر كان أكثر اختصاصاً، فإنه كان يسمر عنده عامة الليل ويحدّثه في العلم والدين ومصالح المسلمين..[1]

لكننا عندما نستعرض سيرة الصحابة وموقف النبي من كل منهم، نجد أن كلام ابن تيمية لا صحة له، لقد كان أبو بكر وعمر قريبين من النبي (صلى الله عليه وآله)، ولكنهما لم يكونا مقرّبين إلى درجة أهليتهما لحمل أسرار علم النبي، وقد ذكرنا بعض الشواهد على قصور علم عمر، ولو طال الزمن بأبي بكر في خلافته، لتبين لنا كثرة أخطائه، ولكن الفترة القصيرة التي تولى فيها الخلافة، قد كشفت هي الاُخرى عن قصوره في العلم، فهو لم يعرف مثلا قضية ميراث الجدة حتى أرشده بعض الصحابة إليها، وغير ذلك من المسائل.

لقد أعطى النبي (صلى الله عليه وآله) اشارات واضحة يهتدي بها المسلمون من بعده، فيعرفون الموارد التي ينهلون منها، فحمّل حذيفة بن اليمان أسراراً خاصة،


[1] مجموعة فتاوى إبن تيمية 4: 391.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 773
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست