responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 759
ومواقف غيره من الصحابة في كثير من المواطن.

حديث المغفرة

من الاُمور التي أصبح متسالماً عليها عند الجمهور هو حديث المغفرة لأهل بدر، وأصحاب الشجرة والعقبيين وما الى ذلك، ويروون في ذلك أحاديث وروايات. منها ما ورد في قصة حاطب بن أبي بلتعة، والتي ملخصها أنه بعث امرأة لتخبر قريشاً عن مسير النبي (صلى الله عليه وآله) لفتح مكة، فأعلمه الله بذلك فأرسل علياً والزبير فأخذا المرأة واسترجعا كتاب حاطب منها، فاتهم عمر حاطباً بالنفاق وحرّض النبي على قتله، فقال له النبي (صلى الله عليه وآله) ضمن حديث: "لعل الله اطّلع الى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد وجبت لكم الجنة، وقد غفرت لكم..."[1].

وعن جابر: أن غلام حاطب بن أبي بلتعة قال: يا رسول الله، والله ليدخلن حاطب النار، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "كذبت، إنه شهد بدراً والحديبية"[2].

إن هذا يستلزم أن يكون أهل بدر مغفوراً لهم، وأن يكونوا جميعاً من أهل الجنة مهما فعلوا، ولا يخفى على الباحث المحقق ما يرمي إليه ذلك، فان عدداً من كبار الصحابة، أو بالأحرى معظمهم -ممن تلبسوا بالفتن بعد ذلك- هم من البدريين، فجاءت هذه الأحاديث المفتعلة لتبرئ ساحتهم وتوحي بعفو الله عنهم حتى لو ارتكبوا كل تلك الأعمال الفظيعة. إلاّ أن الواقع يثبت عدم صحة مثل تلك الأحاديث التي اختلقتها يد السياسة، ففي ترجمة الصحابي ثعلبة بن حاطب، قال ابن عبد البر: شهد بدراً واُحداً، وهو مانع الصدقة فيما


[1] صحيح البخاري كتاب المغازي: باب فضل من شهد بدراً.

[2] صحيح مسلم 4: 1942 كتاب فضائل الصحابة: باب من فضائل أهل بدر.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 759
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست