responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 756
فكان التبرير هو الخوف من انتقاض العرب على علي إذا تولى الخلافة، لكن ما حدث هو أن العرب انتقضت رغم عدم تولي علي للخلافة، ونشبت حروب طاحنة عُرفت باسم حروب الردة، ويقيناً أن الخوف لم يكن من انتقاض العرب على علي، بل من انتقاض قريش عليه، وفي النفوس ما فيها.

فمخالفة النص أمر واقع لا يمكن إنكاره، وليست تلك بأول مخالفة لأوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقد كانت المخالفات تترى طيلة مدة حياته (صلى الله عليه وآله).

مخالفة النبي

إن تتبع مخالفة الصحابة للنبي (صلى الله عليه وآله) يدل على أنهم -كما قلنا- لم يكونوا يرون أوامره ونواهيه ملزمة إلى درجة التعبّد بها، وكانوا يجدون مسوغاً لمخالفته في كل حين، حتى في مقام الروع وساعات الخطر، فهاهم الرماة الذين أمرهم النبي (صلى الله عليه وآله) بعدم مغادرة مواقعهم على جبل اُحد مهما كلّف الأمر، سرعان ما يضربون بهذا الأمر عرض الحائط ويتركون مواقعهم لتدور الدائرة على المسلمين، وخالفه بعضهم في الخروج إلى تبوك، وإذا كان الخوف أو الخطأ في التقدير عذراً في تلك المخالفات، فإن هناك اُموراً تتعلق بمناسك الشريعة كانت أيضاً مدعاة للعصيان والمخالفة، فعن البرّاء بن عازب، قال: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأصحابه فأحرمنا بالحج، فلما قدمنا مكة قال: "اجعلوا حجكم عمرة"، فقال الناس: يا رسول الله، قد اُحرمنا بالحج فكيف نجعلها عمرة! قال: "انظروا ما آمركم به فافعلوا"، فرددوا عليه القول، فغضب فانطلق ثم دخل على عائشة غضبان، فرأت الغضب في وجهه فقالت: من أغضبك أغضبه الله. قال: "ومالي لا أغضب وأنا آمر أمراً فلا اُتّبع".

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 756
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست