responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 75
وتحوّل الخلافة الإسلامية الى ملك وراثي تتداوله قبائل معينة من قريش، أدت بدورها في نهاية المطاف الى حدوث تغييرات مهمة في المجتمع الإسلامي الذي بدأ يفقد تماسكه الروحي، وتحول الصراع على السلطة الى داء عضال، كان من نتائجه تطرّق الضعف الى المجتمع الإسلامي، وتحوّل خلفاء المسلمين - فيما بعد- الى اُلعوبة في أيدي المتسلطين من الغرباء، حتى جاءت الضربة القاضية بسقوط الخلافة وإلغائها بشكل نهائي.

مقدمات الفتنة

إن من الاُمور المسلَّم بها عقلا، أن الفتنة لا تتولد من الفراغ أو تقع دون أسباب ومقدمات تمهد لها، إلاّ أن بعض الباحثين والمؤلفين - قديماً وحديثاً- يحاولون إقناع القارئ بأن ذلك قد حدث فعلا، وأن الفتنة قد وقعت بدون أسباب، ومن الأمثلة على ذلك، قول القاضي ابن العربي:

"قالوا مبعدين، متعلقين برواية كذابين: جاء عثمان في ولايته بمظالم ومناكير (ثم يعددها) معلقاً عليها بقوله:

هذا كله باطل سنداً ومتناً، أما قولهم: جاء عثمان بمناكير، فباطل، وأما ضربه لعمار وابن مسعود ومنعه عطاءه فزور، وضربه لعمار إفك مثله، ولو فتق أمعاءه ما عاش أبداً. وقد اعتذر عن ذلك العلماء بوجه لا ينبغي أن نشتغل بها لأنها مبنية على الباطل، ولا يبنى حق على باطل، ولا تذهب الزمان في مماشاة الجهال، فإن ذلك لا آخر له"[1].

ويستدرك محمود مهدي الاستانبولي معلقاً على كلام ابن العربي بقوله:


[1] العواصم من القواصم: 76.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 75
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست