responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 722
قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة. قلت: لم ذاك يا أمير المؤمنين؟ ألم نُنلهم خيراً! قال: بلى، ولكنهم لو فعلوا لكنتم عليهم جحفاً جحفاً![1].

فقريش كانت قد تعودت منذ الجاهلية على حب الفخر والسيادة والشرف على الآخرين، وكان بنو هاشم هم الأعظم سيادة، لا ينازعهم فيها إلاّ بنو اُمية وبنو مخزوم، ولكن بنو اُمية ومخزوم قد تخلّفوا عن الإسلام، وسبقتهم إليه أحياء أضعف وأقل شأناً منهم، كتيم قبيلة أبي بكر، وعدي قبيلة عمر، وكانت فرصة الوثوب مؤاتية مع انشغال بني هاشم بجهاز رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان الأمر يحتاج الى مبادرة سريعة ومباغتة تحسم الموقف منذ البداية، فكان ما كان.

الضغائن

لم يكن الفخر وحب الرئاسة هو المحرّك الوحيد للجانب القرشي للمبادرة بأخذ الخلافة من بني هاشم، فقد كانت النفوس منطوية على ضغائن سببتها الحروب التي خاضها النبي (صلى الله عليه وآله) ضد قريش، وسقط فيها جملة من صناديدها، وكانت لبني هاشم - وبخاصة علي- اليد الطولى في ذلك، حيث قتل علي جملة من سادات قريش وأقرانها، ومن العبث الاعتقاد بأن النفوس التي جُبلت على طلب الثأر، قد تغيّرت بسرعة، وأصبحت مستعدة للتنازل عن ذحولها وثاراتها، وقد جاء ذلك كله موثّقاً بروايات أخرجها المحدثون، فقد أخبر النبي (صلى الله عليه وآله) علياً بغدر الاُمة به من بعده كما مرّ سابقاً، وروى علي بن أبي طالب، قال: بينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة، إذ أتينا على حديقة، فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها من حديقة! فقال: إن لك في


[1] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 2: 57 - 58.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 722
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست