responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 720
هذه المسألة ما كان إلاّ فاطمة وعلي والعباس، وهؤلاء كانوا من أكابر الزهّاد والعلماء وأهل الدين، وأما أبا بكر فانه ما كان محتاجاً الى معرفة هذه المسألة، لأنه ما كان ممن يخطر بباله أنه يورّث من الرسول، فكيف يليق بالرسول أن يبلغ هذه المسألة إلى من لا حاجة له إليها، ولا يبلغها الى من له الى معرفتها أشد الحاجة!![1].

مواقف قريش

لقد مرّ فيما سبق إنكار البعض لقول علي بن أبي طالب: إن مما عهد إلي النبي (صلى الله عليه وآله): إن الاُمة ستغدر بي بعده[2].

ولست أرى وجهاً للانكار بعد أن أكّد الحاكم صحة الحديث وأقره الذهبي على ذلك، كما أن الأحداث تثبت الأحقاد التي كانت تكنها قريش لعلي بن أبي طالب وبني هاشم جميعاً، كما سوف يأتي.

إن موقف الأنصار، ومبادرتهم السريعة لعقد ذلك الاجتماع العاجل في سقيفة بني ساعدة بمجرد سماعهم بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، ليدل على أنهم كانوا قد استشفوا بعض ما كانت قريش تدبّره في الخفاء من أجل إزاحة بني هاشم عن الخلافة -لأنهم كرهوا أن تجتمع فيهم الخلافة والنبوة كما اعترف عمر بن الخطاب- فبادر الأنصار لأخذ زمام المبادرة بهدف الاستيلاء على السلطة، فتكون لهم السيادة على قريش فيأمنوا جانبهم، حتى عبّر خطيبهم عن هذا الرأي صراحة، وهو الحباب بن المنذر فقال: منّا أمير ومنكم أمير، إنا والله ما ننفس هذا الأمر عليكم أيها الرهط، ولكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا


[1] التفسير الكبير 9: 210.

[2] المستدرك 3: 140 وصححه، ووافقه الذهبي.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 720
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست