responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 7
بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين.

بعث الله نبيه محمداً (صلى الله عليه وآله) بالهدى ودين الحق، فأخرج به البشرية من الظلمات الى النور، وأنزل عليه كتاباً محفوظاً لا يتغير على مرّ الأزمان، فيه الهدى والنور والعصمة من الضلال، ودعا فيه الاُمة الى الاجتماع ونبذ الفرقة، فقال عزّ من قائل(واعتصموا بحبلِ اللهِ جميعاً ولا تَفرقوا)[1]. وأخبرهم بأن الفرقة والتنازع يؤديان الى الضعف والفشل وذهاب القوة والمنعة، وتسلط أعداء الدين عليهم، فقال: (ولا تنازعُوا فتفشَلوا وتذهبَ ريحكُم)[2].

لكن على الرغم من كل ذلك، فإن الخلاف قد ذرّ قرنه بين المسلمين، ولم تمض أيّام قليلة على فراق النبي (صلى الله عليه وآله) اُمته، حتى خرج المسلمون حاملين سيوفهم على عواتقهم، يضرب بعضهم وجوه بعض، ثم تطوّر الأمر أكثر فأكثر، فراحت تظهر فرق وطوائف تحمل أسماءً شتى، تتخذ من الجدل والسفسطة ديدناً، ويغلو بعضها فيحكم بايمانه وحده ويرمي جميع المسلمين ممن لا يؤمن بفكرته بالكفر، وتتطور الاُمور إلى الاسوأ فالأسوأ، فتتجرد السيوف مرة اُخرى لتحزّ أعناق المخالفين، وإذا كان المسلمون في بداية أمرهم قد اقتتلوا وهم يظنون أنهم جميعاً على دين الإسلام، فإن ما حدث بعد ذلك، ان الفرق الإسلامية بدأت تتناحر فيما بينها مستحلّة دماءها وأموالها واعراضها، وكأن المخالف لها خارج عن الملّة حلال الدم والمال.


[1] آل عمران: 3.

[2] الأنفال: 8.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 7
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست