responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 684
فلقيه عمر(رضي الله عنه) فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وهو قول ابن عباس، والبراء بن عازب، ومحمد بن علي!

واعلم أن هذه الروايات وإن كثرت، إلاّ أن الأولى حملها على أنه تعالى آمنه من مكر اليهود والنصارى، وأمره باظهار التبليغ من غير مبالاة بهم، وذلك لأن ما قبل هذه الآية بكثير، وما بعدها بكثير، لما كان كلاماً مع اليهود والنصارى، امتنع إلقاء هذه الآية الواحدة في البين على وجه تكون أجنبية عما قبلها وما بعدها![1].

إن إعراض ابن كثير عن بعض الروايات، وإيراده الروايات التي قوبل بها النص الحقيقي في سبب نزول الآية أمر مفهوم، أما ترجيح الفخر الرازي للاحتمال الذي ذكره في سبب نزولها، فهو أمر يبعث على الاستغراب حقاً، فان الآية قد نزلت في العام الحادي عشر للهجرة، أي بعد أن قضى النبي (صلى الله عليه وآله) ثلاثاً وعشرين سنة في التبليغ والجهاد باللسان والسّنان، لا يخاف في الله لومة لائم، يعود بعد كل ذلك فينتابه القلق والخوف، وممن؟ من اليهود والنصارى، وبعد أن قضى على رجالهم وغنم أموالهم وطردهم من بلادهم، وقضى على شوكتهم نهائياً بعد خيبر، فهل يعقل أن يخشاهم النبي بعد كل ذلك؟! كما وأن هناك روايات تقول بأن النبي قد مات مسموماً من شاة قدّمتها له إمرأة يهودية، فأين العصمة من اليهود إذاً، إن صحّ ادعاء الرازي؟!.

السبب الحقيقي لنزول الآية

لا يخفى على الباحث المنصف، أن ذكر هذه الأسباب الكثيرة لنزول الآية، ماهو إلاّ عملية تمويه من أجل إخفاء السبب الحقيقي لذلك، وقد ذكره


[1] التفسير الكبير 12: 49.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 684
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست