اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح الجزء : 1 صفحة : 670
نحن بنو ضبّة أعداء علي
ذاك الذي يعرف قدماً بالوصي!
فحتى مخالفو علي في حرب الجمل من جند عائشة، كانوا يعلمون أن لفظة الوصي هي لقب لعلي بن أبي طالب قديم، وليس مستحدثاً في زمن عثمان، كما يُدّعى! وبعد أن يورد ابن أبي الحديد مجموعة كبيرة من الأشعار، التي تتضمن لفظة الوصي، قيلت في حرب صفين أيضاً، يخلص الى القول: والأشعار التي تتضمن هذه اللفظة كثيرة جداً، ولكنا ذكرنا منها هاهنا بعض ما قيل في هذين الحربين، فأما ما عداهما فانه يجلّ عن الحصر، ويعظم عن الإحصاء والعد! ولولا خوف الملالة والإضجار، لذكرنا من ذلك ما يملأ أوراقاً كثيرة![1].
من القائل بالوصية؟
بعد أن استعرضنا ما أورده المؤرخون من الأخبار التي تتضمن لفظة الوصية، والتي كانت ذائعة في الناس، ويتغنى بها الشعراء في أسفارهم، مما يثبت عدم صحة الادعاء بأن ابن سبأ هو مخترعها، نعود لنبحث عن جذور هذه القضية في الحديث النبوي الشريف، بعد أن تبين لنا أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد ذكرها في وقت مبكر جداً في أوائل الدعوة الاسلامية، ثم كرّر التذكير بها في أكثر من مناسبة، فقد جاء عن بريدة قال: قال النبي: "لكل نبي وصي ووارث، وإن علياً وصيّي ووارثي"![2].
وذكر البيهقي أن جبرائيل جاء بهديّة من الله ليهديها الرسول (صلى الله عليه وآله) الى ابن