responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 628
وأمر أن يُزرع، ومنع الناس من إتيانه[1].

أما اُولئك المحدّثين والفقهاء الذين استدعاهم المتوكل، فكان في مقدمتهم مصعب الزبيري الذي قال عنه ابن الأثير: وكان عالماً فقيهاً، إلاّ أنه كان منحرفاً عن علي (عليه السلام)![2].

موقف المحدّثين من الرواة:

إن من يتعقب مواقف أهل الحديث من الرواة، يستطيع أن يلاحظ بكل وضوح، أن المقاييس التي كانوا يتبعونها تكاد تكون متممة لخطة العمل التي بدأها معاوية بن أبي سفيان وبنو اُمية عامة، ومن ثم سار على نهجهم بنو العباس في عصر المتوكل وبعده، واستمر هذا النهج الى يومنا هذا!.

لقد بدأ معاوية عهده باستبعاد العراق - وبخاصة الكوفة - من لعب أي دور في ترويج الحديث النبوي، وأمر بتعقب شيعة علي بن أبي طالب واضطهادهم وردّ شهاداتهم، فكان عدم قبول حديث العراقيين إحدى سمات وثمرات هذا الأمر.

وقد درج الباحثون المعاصرون على ترديد كلمات الأقدمين، والتمسك بموازينهم دون محاولة للتنقيب عن الحقيقة، مما يوقع بعض اُولئك الباحثين في التناقض أحياناً.

يقول أكرم ضياء العمري: لقد أدّت كثرة الوضع للحديث في الكوفة الى إعطاء فكرة سيئة عن العراق، كمركز مهم من مراكز العلم والرواية في العالم الإسلامي آنذاك، فتدهورت سمعة العراقيين العلمية في الأمصار المختلفة، منذ


[1] سير أعلام النبلاء 12: 35، والمنتظم لابن الجوزي 2: 237.

[2] الكامل في التاريخ 4: 320.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 628
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست