responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 581
أفليس عجيباً أن يصل الحصار الاعلامي الذي فرضه بنو اُمية على رواية فضائل علي بن أبي طالب، الى الحد الذي يخفى فيه دوره حتى في معركة بدر، مع أنه أول من خرج للمبارزة، وكان لسيفه الدور الحاسم في رجحان كفة المسلمين في ذلك اليوم الفصل!

هذا بعض ما أردنا توضيحه عن الحرب الاعلامية التي شنّها معاوية على علي بن أبي طالب بعد استلامه السلطة مباشرة، وهي الحلقة الاُولى من المخطط الاُموي. هذا وسيأتي المزيد من الشواهد على استمرار ذلك المخطط الى ما بعد عصر الامويين أيضاً.

فأما الحلقة الثانية من المخطط فكانت بوضع فضائل لعثمان بن عفان لا حقيقة لها، وقد نجح معاوية ومن أعانه على ذلك في نشر تلك الفضائل الموهومة حتى انخدع بها المحدّثون وجمهور المسلمين كافة، ولنذكر بعض الشواهد على ذلك.

مناقب عثمان

إن الذي ينظر في المناقب التي افتعلت للخلفاء الثلاثة بأمر معاوية بن أبي سفيان، ليأخذه العجب من شدّة التناقضات التي يجدها فيها، فان هذه المناقب تكاد تطيح بنظرية الجمهور في التفضيل بين الخلفاء على حسب الترتيب المعلوم، فعثمان بن عفان ينفرد أحياناً بمناقب لا يبلغ شأوها أحد حتى الخليفتان اللذان سبقاه، ونجد أحياناً مناقب لعمر بن الخطاب لا يحلم أبو بكر أن يطالها، ومردّ كل ذلك أن خطة معاوية كانت تقتضي في البداية خلق فضائل لعثمان من أجل طمس فضائل علي، فتبارى الوضاعون في خلق تلك الفضائل

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 581
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست