responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 440

معاوية وحجر بن عدي

أورد المؤرخون، والذين ترجموا للصحابة قصة مقتل حجر بن عدي، فمنهم من ذكرها بتفاصيلها ومنهم من اختصرها، وسوف اقتطف أهم ما أورده الطبري عن هذه القضية.

قال الطبري - بعد أن أورد قصة وصية معاوية للمغيرة بن شعبة حين توليته على الكوفة بمدح شيعة عثمان وذم علي وشيعته-:

أقام المغيرة على الكوفة عاملا لمعاوية سبع سنين وأشهراً، وهو من أحسن شيء سيرة وأشدّه حبّاً للعافية، غير أنه لا يدع ذم علي والوقوع فيه، والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم، والدعاء لعثمان بالرحمة والاستغفار له، والتزكية لأصحابه، فكان حجر بن عدي إذا سمع ذلك قال: بل إيّاكم فذمّم الله ولعن، ثم قام فقال: إن الله عزّوجل يقول: (كُونوا قَوّامينَ بالقِسطِ شُهَداءَ للهِ) وأنا أشهد أن من تذمون وتعيرون لأحق بالفضل، وأن من تزكون وتطرون أولى بالذم! فيقول المغيرة: يا حجر، لقد رُمي بسهمك إذ كنتُ أنا الوالي عليك، يا حجر ويحك! اتق السلطان، اتق غضبه وسطوته، فإن غضْبة السلطان احياناً مما يهلك أمثالك كثيراً، ثم يكف ويصفح.

فلم يزل حتى كان في آخر إمارته، قام المغيرة فقال في علي وعثمان كما كان يقول، وكانت مقالته: اللهم ارحم عثمان بن عفان وتجاوز عنه، وأجزه بأحسن عمله، فإنه عمل بكتابك واتبع سنّة نبيك (صلى الله عليه وآله)، وجمع كلمتنا، وحقن دماءنا، وقُتل مظلوماً! اللهم فارحم أنصاره وأولياءه ومحبيّه والطالبين بدمه! ويدعو على قتلته! فقام حجر بن عدي فنعر نعرة بالمغيرة سمعها كل من كان

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 440
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست