responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 387
نحوي فانظر، فنظرت فإذا هي قد سبُرت، فقلت: ليس عليك بأس يا أمير المؤمنين. فدخل يزيد فقال معاوية: إن وليت من أمر الناس شيئاً فاستوصِ بهذا، فإن أباه كان لي خليلا -أو نحو ذلك من القول- غير أني رأيت في القتال ما لم يره[1].

فمعاوية قد اعتبر أبا موسى خليله، ومثل هذا اللفظ لا يقال إلاّ في حق الأعوان المقربين المخلصين، وكان أبو موسى يطمع في الولاية -كما يتبين من كلام معاوية- ولكن معاوية كافأه على خدماته بحرمانه من الولاية، ربما لعدم ثقته باخلاص هذا الرجل!

عمرو بن العاص

كنت أعتقد أن الكلام على عمرو بن العاص قد يعتبر ترفاً لا حاجة إليه، ولكنني وكما أوضحت، فإن الاتجاه المحافظ الذي بقي وفياً لأساليب الدعاية الاُموية على مرّ العصور، لم يغادر شيئاً دون أن يلمسه بريشة التزييف، ومن تلك الأساليب في التزييف، قلب الحقائق حول الشخصيات التي أثّرت في مجريات الاُمور في تلك الفترة التي تحدثنا عنها، باظهار المحق مبطلا والمبطل محقاً! ومن تلك الشخصيات التي تناولتها أقلام المؤلفين -أصحاب الاتجاه المحافظ- شخصية لعبت أدواراً خطيرة استطاعت أن تؤثر بها على مجريات الأحداث في تلك الحقبة، وتقلب كثيراً من الأوضاع، ألا وهو عمرو ابن العاص، وزير معاوية وساعده الأيمن. فمن تلك المحاولات التجميلية ما قام به القاضي ابن العربي، حيث نقل عن الدارقطني قال:


[1] تاريخ الطبري 5: 332 حوادث سنة 60، أنساب الأشراف 5: 24، 50.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 387
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست