responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 360

الموقف من عمّار

ذكرنا سابقاً أن النبي (صلى الله عليه وآله) قد أنذر أصحابه الفتن التي سوف تُقبل عليهم كقطع الليل المظلم، وأن النبي (صلى الله عليه وآله) قد حدّد مسارات لاُمته تهتدي بها الى الطريق المستقيم، حتى قال الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان - صاحب سرّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) - وهو يرى الأصحاب يخوضون غمرات الفتن:

والله ما أدري أنسي أصحابي أم تناسوا! والله ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وآله) من قائد فتنة الى أن تنقضي الدنيا، بلغ من معه ثلثمائة فصاعداً، إلاّ قد سمّاه لنا باسمه واسم أبيه واسم قبيلته!![1].

وقال أيضاً: قام فينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) قائماً، فما ترك شيئاً يكون في مقامه ذلك الى قيام الساعة إلاّ حدّثه، حفظه من حفظه، ونسيه من نسيه، قد علمه أصحابي هؤلاء، وإنه ليكون منه الشيء فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه، ثم إذا رآه عرفه[2].

فأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) قد سمعوا ووعوا، ولكن بعضهم نسي أو تناسى، حتى سارت الاُمور هذا المسار.

وقد أدى حذيفة بن اليمان رسالته على أكمل وجه، فقبل أن يتوفى بأربعين يوماً تقريباً أتاه الناس وقالوا له: "إن أمير المؤمنين عثمان قد قُتل، فما تأمرنا؟ قال: آمركم أن تلزموا عماراً. قالوا: إن عماراً لا يفارق علياً! قال: إن الحسد هو أهلك الجسد، وإنما ينفّركم من عمار قربه من علي; فوالله لعليٌّ أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب، وإن عماراً لمن الأحباب، وهو


[1] سنن أبي داود 4: 73 كتاب الفتن والملاحم.

[2] المصدر السابق.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 360
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست