responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 35

نظرتان مختلفتان للتاريخ

قلنا إن الأصوات بدأت تتعالى للبدء بكتابة التاريخ الإسلامي من جديد، إلاّ أن هذه النداءات كانت ذات اتجاهين مختلفين: أحدهما اتجاه محافظ يحاول التشبث بالتاريخ الموروث الى حدّ التطرف ورفض أي مناقشة أو تعديل فيه، وبشكل انسحب فعلا على اُسلوب كتابات عدد من المؤلفين والباحثين الذين راحوا يرددون مقالات المؤلفين القدامى بعد صياغتها في قوالب جديدة من حيث الشكل، قديمة من حيث المحتوى، وتيار آخر يعتمد الاستفادة من مناهج البحث الحديثة في نقد التاريخ الإسلامي ومحاولة الكشف عن الحقائق التي يمكن استخراجها من خلال كمٍّ هائل من الروايات المتضاربة التي تميز التاريخ الإسلامي عن بقية الاُمم.

وقد وجد كل من التيارين أنصاراً يدعمونه، إلاّ أن التيار المحافظ كان أكثر رجحاناً، لأن بعض المؤسسات الدينية - التي تستمد نفوذها غالباً من الرأي العام- قد دعمته بكل قوة، ذلك لأن هذه المؤسسات غالباً ما تميل الى تقديس تراث الأسلاف، وتعتبر المساس بهذا التراث زيغاً عن العقيدة الإسلامية، وانطلاقاً من هذه النظرة المحافظة، تحولت بعض هذه المؤسسات الى ما يشبه الكنيسة في العصور الوسطى في الغرب، والتي كانت تضطهد أصحاب الأفكار التقدمية الجديدة حتى لو كانت صحيحة، مما جعل الباحث المسلم مقيداً، فإما أن يختار الطريق الذي تتبناه هذه المؤسسات دونما اعتراض، ودون توجيه أي نقد لهذا التراث، وإما أن يتحمّل ما يترتب على تمرده من تبعات، أقلها مواجهة حملة من التشنيع، ولعل السبب في موقف هذه المؤسسات المتشدد

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست