responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 343
2 - وإما أن يكون معاوية متيقناً من أن قتلة عثمان لم يكونوا بغاة فعلا، وأنهم فعلوا حقاً، وأن مطالبته بدم عثمان لم تكن تصدر عن الواقع، فيكون معاوية مسؤولا أمام الله، وأمام التاريخ عن كل الدماء التي اُريقت بسبب ذلك، فضلا عن خروجه على السلطة الشرعية بغير وجه حق، والتي ترتبت عليها أعظم المفاسد.

إن الحقيقة التي يحاول معظم الذين ألّفوا في هذا الشأن -قديماً وحديثاً- أن يغمضوا أعينهم عنها، هي أن الطلب بدم عثمان لم يكن إلاّ وسيلة غير شريفة لتبرير غاية أكثر منها لؤماً، ألا وهي محاولة الوثوب على كرسي الخلافة الذي فشل كل من طلحة والزبير في الوصول إليه، ونجح معاوية وحقق غايته منه، فلما نال ما يشتهي وحقق الغاية من رفع شعاره الكاذب، انتفت الحاجة الى هذا الشعار، فكف معاوية عن ملاحقة المتهمين بقتل عثمان، لأن معاقبتهم لم تكن هي الغاية الحقيقية من رفع ذلك الشعار. فمعاوية لم يعف عمن تبقى من قتلة عثمان تكرماً منه وتفضلا -لأن ذلك لا يجوز شرعاً- ولكنه بعد أن وجد أنه قد حقق مبتغاه، تخلى عن دعوته!

البغاة

لقد دأب معظم الذين ألّفوا في الحوادث التي وقعت بين معاوية وعلي، الى محاولة تبرئة معاوية بهذه الآية من سورة الحجرات حول اقتتال طائفتين من المؤمنين، وكأن ما جرى بين علي ومعاوية كان هو السبب في نزول هذه الآية! وهم بذلك يحاولون إضفاء صفة الايمان على معاوية وحزبه، والادعاء بأن كلتي الطائفتين كانتا على حق، إلاّ أن طائفة علي كانت أدنى الى هذا الحق،

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 343
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست