responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 328

موقف الجمهور

من الاُمور التي تبعث على الاستغراب حقاً، هو تمسّك جمهور المؤلفين المسلمين بالروايات الكاذبة التي دسّها الزنادقة في التاريخ الإسلامي، ورفض ما عداها بإصرار غريب، والادعاء بأن تلك الروايات هي (صحاح الاخبار) كما عبّر عنها القاضي ابن العربي!

ولا شك أن السياسة الاُموية كانت على درجة من الدهاء بحيث استطاعت طيلة ما يقرب من قرن من الزمان أن تبث إعلامها وتفرضه على المسلمين، حتى استقرت هذه المعلومات في أذهان العامة، وصارت تشكل المصدر الرئيس لمعارفه.

ولعل الأمر الذي يبعث على التساؤل هو: لماذا استمر هذا الخط الاُموي بعد انقراض دولتهم، والاطاحة بهم من قبل خصومهم العباسيين، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن أكثر المؤرخين الكبار قد دوّنوا موسوعاتهم التاريخية في العصر العباسي، وكيف سمحت السلطة العباسية بذلك!

لقد أوضحنا في فصول سابقة، أن المؤرخين ـ أمثال الطبري - إنما اعتمدوا على ما وصلهم من مؤلفات ترجع اُصولها الى العصر الاُموي الذي بدأ فيه تدوين هذه الاُمور، فقاموا بنقلها كما هي عن مصادرها الاولى تلك. وهناك أمران آخران على جانب من الأهمية:

1 - إن المصالح السياسية العليا للدولة العباسية -وكل الدول التي جاءت بعدها- كانت تتفق تماماً مع مثيلاتها للدولة الاُموية، وإن استمرار هذا المنهج التاريخي كفيل بخدمة الدولة العباسية كما خدم الدولة الاُموية، وسوف اُناقش

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 328
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست