responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 315
إن المنطق يفترض أن الزنادقة لابد وأن يعمدوا الى إظهار الجوانب السلبية وتزيينها أمام جمهور المسلمين، وفي الوقت نفسه يقومون بتزييف الجوانب الايجابية وإظهارها على غير حقيقتها.

الخطوات الاُولى للتزييف

لقد تحدثنا في فصول سابقة عن وجود رأي عام إسلامي قد توارث اُموراً أصبحت عنده في حكم المسلّمات، لذا فإن الزنادقة قد استغلوا هذه الأرضية الخصبة الممهدة لهم أبشع استغلال، لأن الأذهان كانت مهيأة لقبول رواياتهم من قبل، فكيف ومتى تكوّن هذا الرأي العام الذي نجد الكثير من المؤرخين يحاولون مجاملته؟

إن الاُمور ستكون أكثر وضوحاً إذا تتبعنا القضية من بدايتها.

ذكر المؤرخون أن معاوية بن أبي سفيان "استعمل المغيرة بن شعبة على الكوفة سنة إحدى وأربعين، فلما أمّره عليها، دعاه وقال له: أما بعد، فإن لذي الحلم قبل اليوم ما تُقرع العصا، وقد يجزي عنك الحكيم بغير التعليم، وقد أردتُ إيصاءك بأشياء كثيرة أنا تاركها اعتماداً على بصرك، ولستُ تاركاً إيصاءك بخصلة: لا تترك شتم عليّ وذمّه، والترحّم على عثمان والاستغفار له، والعيب لأصحاب علي والاقصاء لهم، والإطراء بشيعة عثمان والادناء لهم!

فقال له المغيرة: قد جَرّبت وجُرّبت، وعملتُ قبلك لغيرك فلم يذممني، وستبلو فتحمد أو تذم.

فقال: بل نحمد إن شاء الله.

فأقام المغيرة عاملا على الكوفة، وهو أحسن شيء سيرة، غير أنه لا يدع

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 315
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست