responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 293
أعينهم ولا يطالبون برؤوسهم، ولا يشترطون على علي في معاهدة الصلح المزعومة الاقتصاص منهم!

وإذا كانت هذه النيّات الحسنة موجودة عند الطرفين منذ البداية، فلماذا خرج أصحاب الجمل إذاً؟ ولماذا لاحقهم علي بجيشه الى البصرة! ولماذا كل هذه التدابير والاستعدادات العسكرية! ولماذا لم يأمر الطرفان جيشيهما بالانسحاب وبقيا متواجهين ليتركا لقتلة عثمان الفرصة في انشاب المعركة، ولماذا لم تكتب بنود المصالحة التي تمت بين الفريقين، ثم يتلوه الانسحاب الفوري من ساحة المعركة تفويتاً لأصحاب الأغراض الدنيئة; بدلا من البقاء متواجهين تحت السلاح!

أسئلة كثيرة تثيرها روايات سيف، لتلقي ضلالا قاتمة على الأحداث، ولا أعتقد أن الذين يؤيدون هذه الروايات ويروجونها، يستطيعون أن يجدوا جواباً شافياً لأي سؤال من كل تلك الاسئلة.

المعركة على حقيقتها

مرّ بنا فيما مضى الرواية المنقولة عن سيف، من أن عائشة قد بعثت بكعب بن سور يحمل القرآن ويناشد الناس ايقاف الاقتتال، وفي الرواية ما يوحي بأن أصحاب علي هم الذين انشبوا القتال. إلاّ أن الروايات التي جاءت عن المؤرخين الثقاة -والتي يعضد بعضها بعضاً- تنفي كل ذلك وتثبت عكسه.

وقد أخرج الطبري عن أحداث معركة الجمل، روايتين مخالفتين للرواية التي ذكرها بطريق سيف، وكأنه أراد أن يجعل من القارئ حكماً على الأحداث، وهو يلفت الانتباه من طرف خفي الى الاختلاف في الروايات، فقال: وأما غير سيف، فإنه ذكر من خبر هذه الوقعة وأمر الزبير وانصرافه عن

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 293
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست