responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 276
الجمل، وقد تبين من الروايات المتكاثرة من مختلف المصادر، وتعدد طرقها وأسانيدها أن أصحاب الجمل لم يخرجوا لتأليف الكلمة وبسط سلطة قانون الإسلام، وحتى لو افترضنا أن ذلك كان غايتهم حقيقة، فإنهم لم يكونوا يمتلكون الحق الشرعي الذي يخوّلهم التصدي لذلك العمل بدون أمر من الخليفة الشرعي الذي بايعوه، وإلاّ لأصبح الأمر فوضى وصار كل فرد يقوم مقام الخليفة ويقيم الحدود ويستأثر بالأمر كما يشاء، ولو كان هدف أصحاب الجمل إقامة الحد على قتلة الخليفة كما يدعون فما بالهم لم يقيموا الحد على عبيدالله بن عمر بن الخطاب عندما تقاعس عثمان عن إقامة الحد عليه!

فالأهداف الحقيقية للمتحالفين كانت تتلخص في الاطاحة بالخليفة الجديد واختيار أحدهم للخلافة مكانه، ومن ثم الاستئثار بالأموال والنفوذ، وهي نفس السياسة التي نقموها على عثمان، ولكنهم كانوا يحتجون بسبقهم وصحبتهم على ولاة عثمان الذين كانوا مجردين من هذه الامتيازات.

بدء المعركة

عندما فشلت الجهود التي بذلها عثمان بن حنيف في إقناع المتحالفين بالرجوع عن موقفهم وإصرارهم على الاستيلاء على مدينة البصرة، وقد حاول عثمان بن حنيف إقناعهم أخيراً بانتظار مجيء كتاب الخليفة علي بن أبي طالب حتى يرى رأيه، وقد تظاهر المتحالفون بالموافقة على ذلك، لكنهم نكثوا عهدهم وغدروا بعثمان بن حنيف، وارتكبوا في أثناء ذلك جملة من الفظائع، ذهب ضحيتها عدد غير قليل من أبرياء المسلمين، وقد ذكرنا فيما سبق رواية ابن العربي ومن بعده الخطيب لأحداث معركة الجمل الأصغر عن طريق سيف بن عمر، وسنذكر ها هنا عدداً من الروايات التي جاءت بطرق

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 276
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست