responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 261

حقيقة الأمر

قلنا إن جمعاً من المؤرخين -ومنهم الطبري- قد أخرجوا روايات عديدة عن حقيقة أحداث معركتي الجمل بغير رواية سيف التي تخالف جميع الروايات، لذا أجد من المستحسن أن نتابع الأحداث ابتداءً بوصول المتحالفين الى مشارف البصرة، حيث أخرج ابن أبي الحديد المعتزلي عن أبي مخنف بسنده الى ابن عباس "أن الزبير وطلحة أغذّا السير بعائشة حتى انتهوا الى حفر أبي موسى الأشعري -وهو قريب من البصرة- وكتبا الى عثمان بن حنيف الانصاري، وهو عامل علي (عليه السلام) على البصرة: أن أخلِ لنا دار الامارة! فلما وصل كتابهما اليه، بعث إلى الأحنف بن قيس، فقال له: إن هؤلاء القوم قدموا علينا ومعهم زوجة رسول الله، والناس إليها سراع كما ترى.

فقال الأحنف: إنهم جاؤوك بها للطلب بدم عثمان، وهم الذين ألّبوا على عثمان الناس وسفكوا دمه! وأراهم والله لا يزايلون حتى يُلقوا العداوة بيننا ويسكفوا دماءنا! وأظنهم والله سيركبون منك خاصة مالا قبل لك به إن لم تتأهب لهم بالنهوض إليهم فيمن معك من أهل البصرة، فإنك اليوم الوالي عليهم، وأنت فيهم مطاع; فسر إليهم بالناس، وبادرهم قبل أن يكونوا معك في دار واحدة، فيكون الناس لهم أطوع منهم لك[1].

ذكرنا فيما سبق بأن المتحالفين كانوا بحاجة الى شخصيات ذات تأثير جماهيري يدعم دعواهم، وأن عائشة اُم المؤمنين كانت خير من يمثل ذلك،


[1] شرح نهج البلاغة 9: 311.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست