responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 248
ولمّا آسيت بينهم وبين الاعاجم أنكروا واستشاروا عدوّك وعظموه، وأظهروا الطلب بدم عثمان، فرقة للجماعة وتألفاً لأهل الضلالة، فرأيك![1].

وهكذا بدأ التحالف القرشي الجديد يظهر على السطح، وكان هذا التحالف بحاجة الى غطاء يبرّر التمرد على السلطة الجديدة، وبما أن المطالب التي طرحها الحلف على الخليفة لم تكن تمتلك المسوّغ القانوني الذي يبيح لها ذلك، فقد قرر المتحالفون تبنّي نظرية تبدو أكثر قبولا عند الناس- وبخاصة الذين كانوا بعيدين عن الأحداث- فكان الطلب بدم الخليفة المقتول هو أفضل وسيلة لتحقيق ذلك، ومن العجب أن من بين اُولئك الذين طلبوا القصاص من قتلة عثمان، عدد كبير من الخاذلين لعثمان، بل ومن المحرّضين عليه! ولقد اعترف بعض زعماء الحلف الجديد بذلك، فقد روي أن الزبير قال في ملأ من الناس: هذا جزاؤنا من علي! قمنا له في أمر عثمان حتى قُتل، فلما بلغ بنا ما أراد، جعل فوقنا من كنّا فوقه!

وقال طلحة: ما اللّوم علينا، كنا معه أهل الشورى ثلاثة، فكرهه أحدنا- يعني سعداً- وبايعناه، فأعطيناه ما في ايدينا، ومنعنا ما في يده، فأصبحنا وقد أخطأنا اليوم ما رجوناه أمس، ولا نرجو غداً ما أخطأنا اليوم[2].

بدء التمرد

بعد أن تحقق زعماء التحالف الجديد من نوايا الخليفة، وأدركوا أنهم لا يستطيعون أن يثنوه عن السياسة التي يريد اتباعها، بدأوا تحركهم بشكل عملي، وكان الأمر يتطلب تنفيذ خطة العصيان خارج المدينة المنورة، لأن


[1] شرح نهج البلاغة 7: 38.

[2] شرح نهج البلاغة 7: 42.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 248
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست