responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 245
فأنتم عباد الله، والمال مال الله، يقسَّم بينكم بالسوية، لا فضل فيه لأحد على أحد، وللمتقين عند الله غداً أحسن الجزاء وأفضل الثواب.

لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجراً ولا ثواباً، وما عند الله خير للأبرار، وإذا كان غداً إن شاء الله فاغدوا علينا، فإن عندنا مالا نقسمه فيكم، ولا يتخلفن أحد منكم، عربي ولا عجمي، كان من أهل العطاء أو لم يكن، إلاّ حضر إذا كان مسلماً حراً..

قال ابن أبي الحديد المعتزلي - بعد ايراده هذا- قال شيخنا أبو جعفر:

فكان هذا أول ما أنكروه من كلامه (عليه السلام)، وأورثهم الضغن عليه، وكرهوا إعطاءه وقسمه بالسوية، فلما كان الغد، غدا وغدا الناس لقبض المال، فقال لعبيدالله بن أبي رافع كاتبه: ابدأ بالمهاجرين فنادهم، واعط كل رجل ممن حضر ثلاثة دنانير، ثم ثنّ بالانصار فافعل معهم مثل ذلك، ومن يحضر من الناس كلهم، الأحمر والأسود، فاصنع به مثل ذلك...[1].

بدء النقمة

لقد أوضح الخليفة الجديد منهجه في الحكم، وبخاصة فيما يتعلق بالعطاء والاُمور المالية، فأفهم الجميع أن العطاء في العهد الجديد يتضمن القسمة بالسوية دون تفاضل بينهم، كما وكبح جماح كبار الصحابة حين أفهمهم أن التفاضل في الصحبة يكون عند الله وليس عند الخليفة، وأن الصحابة وباقي الناس شرع سواء، ولا شك أن مثل هذه الاجراءات كان ولابد لها من أن تخلّف آثاراً غير محمودة في نفوس الكثيرين، فإن الاجراءات التي اتخذها عمر بن


[1] شرح نهج البلاغة 7:37.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست