responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 221
ولا أنقذ الموقف المتأزم، بل على العكس من ذلك، فإنه كان الضربة القاضية لكل الجهود التي بذلت لحل الأزمة، وكان على عثمان بدلا من المراهنة على عماله حتى آخر لحظة، أن يراهن على مساعي الصحابة الأخيار الذين لم يألوا جهداً لحل الأزمة، لولا أن عثمان أعرض عن كل ذلك، وظل متمسكاً بمواقفه التي كانت هي السبب في اشتعال الأزمة منذ البداية.

وعلى الرغم من تظافر الروايات على محاولة عثمان حسم الموقف عسكرياً، فإن بعض المؤلفين يصرون على التعامي عن ذلك، إذ قال ابن العربي عن عثمان: ما نصب حرباً ولا جيّش عسكراً..![1].

تزييف الوقائع

لا شك أن هذه الفترة العصيبة - الحصار ثم قتل عثمان- قد تعرضت هي الاُخرى الى الكثير من محاولات التشويه والتزييف، وكانت حصة الثوار الذين أطاحوا بعثمان هي الأكبر فيما ناله التشويه، فقد قام بعض المؤلفين- وبخاصة سيف بن عمر- بتشويه صور اولئك الثوار ونال منهم أقبح نيل، لذا نجد الاتجاه العام عند جمهور المسلمين هو توجيه الطعن الى اولئك الثوار، وقد تعودنا منذ الصغر على كراهية اولئك (البغاة الخارجين على الإمام) كما كان يقال لنا دائماً ونقرأ في الكتب التي ألفها البعض حول موضوع الفتنة، ومردّ ذلك كله الى الانطباع السيء الذي تركته روايات سيف بن عمر التي وردت عند الطبري، والتي تظهر هؤلاء الثوار دائماً بمظهر الوحوش الكاسرة المجردة من كل القيم والأخلاق الانسانية، لذا أجد من المناسب أن أستعرض بعض الحوادث في هذه الفترة والكشف عن الزيف الذي تعرضت له تلك


[1] العواصم من القواصم: 72.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 221
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست