responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 217
فانما هو المُلك، ولا أدري ما جنّة ولا نار![1].

ونظرة أبي سفيان إلى الملك أبعد من ذلك التاريخ، فانه بعد أن أمنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) قُبيل فتح مكة، أمر عمه العباس أن يحبسه عند خطم الجبل بمضيق الوادي حتى تمرّ عليه جنود الله، فلما رأى أبو سفيان كتائب المسلمين تترى أمام عينيه وفي آخرها كتيبة رسول الله (صلى الله عليه وآله) الخضراء من المهاجرين والأنصار في الحديد لا يُرى منهم إلاّ الحدق قال للعباس: "لقد أصبح ملك ابن اخيك عظيماً! فقال له العباس: ويحك، إنها النبوة. فقال: نعم إذاً..."[2].

فأبو سفيان لم يكن يصدّق أن النبوة ليست الاّ ملكاً، فكيف بالخلافة! والوليد بن عقبة حينما ولاه عثمان الكوفة قال لسعد المعزول عنها: إنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون. فقال له سعد: أراكم ستجعلونها مُلكاً.

ويبدو أن عثمان بن عفان وبنو اُمية جميعاً قد عملوا بنصيحة أبي سفيان فعلا، فتمسكوا بالخلافة على أنها مُلك شرعي لهم فيما يشبه ما اصطلح عليه الغربيون بنظرية (الحق الإلهي)، حتى دفع عثمان حياته ثمناً لها، ثم جاء معاوية وبنو اُمية فثبتّوا الخلافة على أساس الملك حتى النهاية.

بداية النهاية

فشلت المفاوضات بين عثمان والثوار أيام الحصار، ولم يتمكن الثوار من إقناع عثمان بالتزحزح عن موقفه، ومن ثم حدثت اُمور اُخرى عجّلت في دفع الاُمور الى النهاية، مما دفع الثوار الى تغيير موقفهم من الاكتفاء بمحاصرة عثمان الى إرادة قتله، فقد روى الطبري عن جعفر بن محمد باسناده، قال:

لما مضت أيام التشريق، أطافوا بدار عثمان(رضي الله عنه) وأبى إلاّ الاقامة على أمره،


[1] الاستيعاب 4: ترجمة أبي سفيان، وانظر النزاع والتخاصم للمقريزي: 20، تهذيب تاريخ دمشق 6: 409.

[2] تاريخ الطبري 3: 54، الكامل لابن الاثير 2: 245.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 217
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست