responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 207

الكتاب المشؤوم

علمنا ممّا سبق أن الثوار قد غادروا المدينة بعدما أخذوا العهود والمواثيق من الخليفة عثمان بن عفان بأن ينزع عن أعماله التي أقرّ لهم بها، وكان يمكن لهؤلاء أن يستمروا في مسيرهم الى بلادهم بعد ذلك، وكان من الممكن أيضاً تدارك ما حدث في المدينة، حيث كان باستطاعة عثمان أن يبعد مروان بن الحكم أو أن يمتنع من مجالسته واستشارته، ومن ثم يعتذر لأهل المدينة عما قاله مروان لهم، ويتعهد بعدم تكرار ما حدث، وبالالتزام بعهوده ومواثيقه.

كل هذا كان ممكناً وفي متناول يد عثمان، لولا أن مروان بن الحكم لم يكتف بما فعل، بل قام بعمل سرّي دون أن يُعلم الخليفة به، فكانت تلك بداية العاصفة التي اقتلعت كل شي فيما بعد.

وخلاصة ذلك، كما أخرج الطبري عن جعفر بسنده، قال:

إنما ردّ أهل مصر الى عثمان بعد انصرافهم عنه أنه أدركهم غلام لعثمان على جمل له بصحيفة الى أمير مصر أن يقتل بعضهم وأن يصلب بعضهم.

فلما أتوا عثمان قالوا: هذا غلامك! قال: غلامي انطلق بغير علمي.

قالوا: جملك! قال: أخذه من الدار بغير أمري. قالوا: خاتمك! قال: نقش عليه...[1].

وقد مرّ بنا في الفصل الأول الإشارة الى قصة الكتاب هذه كما أوردها البلاذري عن سعيد بن المسيب.

والمصادر التي ذكرت قصة الكتاب كثيرة، إلاّ أن ما يهمنا من الأمر هو ابراز دور مروان بن الحكم في هذه القضية من ناحية، وابراز آراء المؤلفين


[1] الطبري 4: 368.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 207
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست