responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 190
تخرج لهم هذا المال فيقسم بينهم.

ثم قام عمرو بن العاص فقال: يا عثمان، إنك قد ركبت الناس بمثل بني اُمية، فقلت وقالوا، وزغت وزاغوا، فاعتدل أو اعتزل، فإن أبيتَ فاعتزم عزماً وامضِ قدماً، فقال له عثمان: مالك قمل فروك، أهذا الجدّ منك!

فأسكت عمرو حتى إذا تفرقوا قال: لا والله يا أمير المؤمنين، لأنت أكرم عليَّ من ذلك، ولكني قد علمت أن بالباب قوماً قد علموا أنك جمعتنا لنُشير عليك، فأحببت أن يبلغهم قولي، فأقود لك خيراً، أو أدفع عنك شراً.

فردّ عثمان عمّاله على أعمالهم، وأمرهم بالتضييق على من قبلهم، وأمرهم بتجمير الناس في البعوث، وعزم على تحريم أعطياتهم ليطيعوه ويحتاجوا إليه...[1].

إنَّ من الملفت للنظر هو الموقف الانتهازي لعمرو بن العاص، ويبدو أن الخليفة قد استشاره على أمل أن يحصل على دعمه وتأييده -كما حدث من قبل في قضية الهرمزان- إلاّ أن الأغرب من كل ذلك، هو موقف ابن كثير الدمشقي، فهو بعد أن ينقل الرواية كما جاءت عن الطبري، يعود فيزيّف ذيلها بقوله: فعند ذلك قرّر عثمان عماله على ما كانوا عليه، وتألّف قلوب اولئك بالمال، وأمر بأن يُبعثوا الى الغزو الى الثغور، فجمع بين المصالح كلها!![2].

المسير الى المدينة

من المفترض - طبقاً لادعاء ابن كثير - أن تكون المشكلة قد انتهت بعد ما جمع عثمان المصالح كلها، ولم يبق ثمة سبب يدعو الى التمرد والعصيان،


[1] الطبري 4: 334.

[2] البداية والنهاية 7: 167.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست