responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 154
حقه، وعلى الاستخفاف بالسلطان استجابة للحفيظة الجاهلية، لو قد فعل ذلك لكان له مخرج من هذا الحرج، ولأعلم فتيان قريش من أمثال عبيدالله أن دماء المسلمين والذميين أعظم حرمة عندالله وعند السلطان من أن تراق بغير الحق، ثم لا يعاقب من اراقها عقاباً يسيراً أو خطيراً[1].

وهذا الذي طالب الدكتور طه حسين، هو في الحقيقة أضعف الإيمان، ولكن عثمان لم يعمل به، على الأقل تثبيتاً لهيبة الخلافة في أول يوم من توليه ناصيتها، وهكذا ذهب دم الهرمزان -كما قال سعيد بن المسيب- هدراً[2].

إتمام الصلاة

من الاُمور الثابتة، أن عثمان بن عفان كان أول من أتمّ الصلاة في السفر، خلافاً لما كان عليه في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله) وزمن الخليفتين أبي بكر وعمر.

فعن ابن عباس: إن أول ما تكلم الناس في عثمان ظاهراً، أنه صلّى بالناس بمنى في ولايته ركعتين، حتى إذا كانت السنة السادسة أتمّها. فعاب ذلك غير واحد من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) وتكلم في ذلك من يريد أن يكثر عليه، حتى جاءه عليٌّ فيمن جاءه فقال: والله ما حدث أمر ولا قدم عهد، ولقد عهدت نبيك (صلى الله عليه وآله) يصلي ركعتين، ثم أبا بكر، ثم عمر، وأنت صدراً من ولايتك، فما أدري ما ترجع إليه!

فقال: رأي رأيته[3].

ولقد أورث عثمان الفقهاء مشكلة، وهم يحاولون أن يخرّجوا عمله الذي


[1] الفتنة الكبرى: 263 ضمن المجموعة.

[2] الاصابة 3: 619، طبقات ابن سعد 5: 108.

[3] تاريخ الطبري: 4 ـ 267.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 154
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست