responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 131
العاص، فقال النبي (صلى الله عليه وآله): "ويلٌ لاُمتي مما في صلب هذا"[1].

مروان وطلحة

لم يقتصر مروان بن الحكم على مخالفة السنّة النبوية الشريفة فحسب، بل تعداه الى قتل الصحابة أيضاً، إلاّ أن من المستغرب أن يحاول بعض المؤلفين تبرأة مروان من هذا الفعل، فقد قال القاضي ابن العربي، في معرض حديثه عن أحداث معركة الجمل:

وقد روي أن مروان لما وقعت عينه في الاصطفاف على طلحة قال: لا أطلب أثراً بعد عين، ورماه بسهم فقتله. ومن يعلم هذا إلاّ علاّم الغيوب، ولم ينقله ثبت! وقد روي أنه أصابه سهم بأمر مروان، لا أنه رماه[2].

ويمكننا ملاحظة بعض الاُمور على مقولة ابن العربي، وهي ادعاؤه أولا أن هذا الخبر لم ينقله ثبت، وثانياً: محاولته تبرير عمل مروان بأنه لم يباشر قتل طلحة بنفسه، بل أمر من يرميه بسهم قاتل. ولا أدري ما الفرق بين أن يباشر المرء القتل بنفسه وبين أن يوكله الى من ينفذه نيابة عنه!

أما محب الدين الخطيب، فيعلق على الخبر بقوله:

آفة الآخبار رواتها، وفي العلوم الاسلامية علاج آفة الكذب الخبيثة، فإن كل راوي خبر يطالبه الاسلام بأن يعين مصدره على قاعدة من أين لك هذا؟

ولا تعرف اُمة مثل هذه الدقة في المطالبة بمصادر الأخبار كما عرفه المسلمون، ولا سيّما أهل السنّة منهم، وهذا الخبر من طلحة ومروان لقيط، لا


[1] اُسد الغابة 1: 514.

[2] العواصم من القواصم: 160.

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 131
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست