responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 109
عن بعض الصحابة يستلزم من سيف أن يحط من مكانة صحابة آخرين، فظهرت بذلك إزدواجية النظرة عند المؤلفين الذين تابعوا رواية الطبري مدّعين أنها تتضمن الدفاع عن الصحابة، وكأنهم ينسون أن عمار بن ياسر - مثل أبي ذر- صحابي كبير أيضاً!

عثمان وولاته وعمّاله

إن من جملة الأسباب التي أدت الى النقمة على عثمان هو الولايات، والولاة الذين كان يختارهم عثمان لإدارتها، وفي الحقيقة فإنّ هذا المطلب يرتبط بشكل من الأشكال بالمطالب السابقة. ألا وهو سوء الإدارة الذي أدى الى اعتراض عدد من كبار الصحابة كابن مسعود وأبي ذر وعمار وغيرهم. ذلك لأن أكثر الذين كانوا سبباً في الفساد المالي والإداري، هم ولاة عثمان أنفسهم، وقد رأينا كيف تصدى أبو ذر لمعاوية الذي جعله عثمان والياً على بلاد الشام كلها، كما وكان اعتراض ابن مسعود على تولية الوليد وتصرفه في بيت المال سبباً في اعتزال ابن مسعود العمل لعثمان، كما سوف نبيّن. لقد ولّى عثمان أقاربه على أهم الولايات وأكثرها غنىً في العالم الإسلامي، فمعاوية على الشام كلها - بعد أن كان على بعضها-، وعبدالله بن سعد بن أبي سرح -أخا عثمان من الرضاعة- على مصر، والوليد بن عقبة على الكوفة، كما اتخذ عثمان مروان بن الحكم بن أبي العاص وزيراً وأغدق عليه الأموال، الى غير ذلك من الاُمور التي أثارت نقمة الناس، ولم يكن لعثمان ما يعتذر به عن ذلك، الاّ إدعاؤه محبته لأقاربه وأرحامه.

ولربما يكون هذا عذراً وجيهاً ومقبولا ويتماشى مع روح الإسلام، لو

اسم الکتاب : الصحوة المؤلف : البيّاتي، صباح    الجزء : 1  صفحة : 109
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست