responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شبهات السلفية المؤلف : جواد حسين الدليمي    الجزء : 1  صفحة : 89

صلاح الدين يفرط في نصر المسلمين في حطين:

وغفلوا ـ بل استغفلوا ـ عن عدم استثمار هذا النصر لما فيه خير الإسلام والمسلمين، بل تنازل عن هذا النصر إلى الصليبيّين بصلحه المشؤوم.

وقد ضيّع الفرصة للقضاء على بقية فلول الصليبيّين، وذلك عندما أراد الخليفة أن يمدّه بجيشه ليسهل القضاء على الصليبيّين، كما يظهر من رسالة الخليفة له والتي يعنّفه فيها بشدّة لتهاونه ورفضه هذا الأمر، وكذلك رسالته إلى الخليفة المثبّطة للعزائم والهمم.

ولا معنى لرفضه هذا سوى خشيته من سيطرة الخليفة عليه وتبعيّته له، كما فعل مع نور الدين زنكي عام 567 هـ، عندما طلب منه أن يزحف بجيشه من مصر، في حين يزحف نور الدين من الشام ويطبقا على الصليبيّين، فقيل له: إن دخل نور الدين بلاد الفرنج، وهم في هذه الحال، أنت من جانب ونور الدين من جانب، ملكها، ومتى زال الفرنج عن الطريق، وأخذ ملكهم، لم يبق بديار مصر مقام مع نور الدين، وإن جاء نور الدين إليك وأنت ها هنا، فلا بدّ من الاجتماع به، وحينئذ يكون هو المتحكّم فيك بما شاء إن تركك أوْ لا، فقد لا تقدر على الامتناع عليه، والمصلحة الرجوع إلى مصر، فرحل عن الشوبك عائداً إلى مصر، ولم يأخذه من الفرنج، وكتب إلى نور الدين يعتذر باختلال البلاد المصرية، فلم يقبل نور الدين منه، وتغيّر عليه، وعزم على قصد مصر، وإخراجه عنها، فاحتمى منه بالصليبيّين(1) .

وكانت نتيجة صلحه مع الصليبيّين أنّه تنازل لهم من يافا إلى عكّا إلى


[1]تاريخ ابن الأثير ج 10 ص 35، الفتح القسي في الفتح القدسي ـ للعماد الأصفهاني ـ ص 183 وما بعدها، عيون الروضتين ـ لأبي شامة ـ ج 2 ص 213.

اسم الکتاب : شبهات السلفية المؤلف : جواد حسين الدليمي    الجزء : 1  صفحة : 89
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست