اسم الکتاب : شبهات السلفية المؤلف : جواد حسين الدليمي الجزء : 1 صفحة : 228
أبي هريرة؟! وكأنّه يخبرنا ـ والأمر ليس بخفيٍّ على أُولي الألباب ـ بأنّي أنا الذي علّمته، وأحفظته، وذاكرته، وساءَلته، كيما أتأكّد من عدم نسيانه وحسن إعداده.
وروى أحمد، عن القاسم بن محمّد، قال: اجتمع أبو هريرة وكعب، فجعل أبو هريرة يحدّث كعباً عن النبيّ (صلى الله عليه وسلم) ، وكعب يحدّث أبا هريرة عن الكتب(1) .
ولم يقتصر الأمر على كعب وأبي هريرة، بل تعدّاه إلى ما هو أسوأ من ذلك، فقد سرت الحالة إلى المتلقّين عن أبي هريرة، سواء كانت بقصد أم بدونه، فقد روى مسلم بن الحجّاج وابن عساكر من طريقه عن بسر بن سعيد، أنّه قال: اتّقوا الله وتحفّظوا من الحديث، فوالله لقد رأيتنا نجالس أبا هريرة، فيحدّث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ويحدّثنا عن كعب، ثمّ يقوم، فأسمع بعض من كان معنا يجعل حديث رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن كعب، وحديث كعب عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) (2) .
وحتّى يزداد الأمر وضوحاً فدونك أيّ كتاب من الكتب الرجالية والتراجم تجد روايته عن كعب(3) .
وهذه بعض النصوص المختارة على سبيل المثال لا الحصر من حديث أبي هريرة المطابقة لما في الكتاب المقدّس معنىً أو لفظاً كي تتّضح الصورة بشكل أفضل: