responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية المؤلف : الكثيري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 529
واسعة من الشعب المسلم داخل الجزيرة بفتاوي الكفر والضلال والشرك وترفع نداءات الجهاد والغزو والاستئصال العرقي والعقائدي لمجموعات شعبية عريضة. ذنبها أنها لا تتبنى وجهة نظر الحنابلة السلفيين تجاه عقائد الإسلام وقيمه.

أما واقع المعارضة لهذا الطوفان الفكري البدوي، فلا يبشر بخير، لأن المؤسسات الفكرية والمدارس الدينية لمفكري أهل السنة والجماعة، تعرف تراجعا وإخفاقا. فلم تعد الحكومات تعيرها ذلك الاهتمام الذي كانت تحضى به أيام دول الخلافة، حيث كانت هذه المدارس تدعم الشرعية السياسية لتلك الدول. لذا فقد استغل القائمون على الدعوة السلفية هذا الواقع، فأجهزوا على المعارضة التي يمكن أن تنبعث من تلك المؤسسات والمدارس، فهل يجرؤ من يتقاضى منحا شهرية مغرية، وتسهيلات للحج والعمرة، على كتابة رسالة أو كتاب في الرد على ضلالات هؤلاء وانحرافاتهم، وإظهار أن الحق خلاف ما يدعون إليه، مع أن الكثير من علماء الأزهر بالخصوص، لا يؤمنون بتاتا بصحة ما يعتقده السلفية. ولكن أغلبهم يجد نفسه مضطرا للسكوت إما خوفا ورهبة وإما طمعا في رضا القوم. وبالجملة، هناك شبه إجماع على وضع الرأس في الرمال والانحناء للعاصفة كي تمر بسلام.

طبعا هذا الكلام ليس على إطلاقه تماما لأن مجموعة من رجالات أهل السنة والصوفية قد أخذوا على أنفسهم الوقوف أمام الطوفان، حيث صدرت عدة كتب ودراسات في الرد على عقائد السلفية وآرائهم الشاذة. لكن الكثير منها يضيع في زحمة مشاكل الطباعة والنشر والتوزيع والمضايقة.

وما دامت سياسة الترهيب والترغيب والإغراء المادي المباشر، ممثلة في كراسي التدريس داخل الجامعات السلفية. وإغداق المنح السخية على الطلبة، وتشجيعهم على دراسة هذا المذهب والانتصار له. فإن مستقبل الصحوة الإسلامية لا يمكنه أن يبشر بخير. إن نشر الفكر الوهابي السلفي على نطاق



اسم الکتاب : السلفية بين أهل السنة والإمامية المؤلف : الكثيري، محمد    الجزء : 1  صفحة : 529
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست