responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 455

بل يسترسل بوجهة تفكيره للنزعة الجسدية الحمقاء أو لقرين السوء أو لغير ذلك من الجهات ويقف عند ذلك ويعرض بوجهة تفكيره وتصوره عن حقيقة تمثلها الفطرة لتصوره في كل حين.

ألا وهي الموازنة بين المصالح والمفاسد لأخذ النتيجة للعمل. وبالنظر إلى غلبة ذلك في نوع من الأفعال أو التروك يسمى خلقا خاصا كالبخل والحدة الحمقاء والقسوة والفجور ونحو ذلك وبالنظر إلى نوع الأعمال السيئة يكون تمردا وسقوطا.

لكن مهما يكن من ذلك فإنك تجد أن تفكير الانسان وإرادته واختياره لم يسيطر عليها مسيطر طبيعي أو عادي لازم.

فكم ترى من الأفعال أو التروك ما يقع بالاختيار ونتيجة نوع من التفكير على خلاف مقتضى الأخلاق. أنظر في حال كل ذي خلق من الأخلاق فكم ترى من أعماله ما هو على مضادة خلقه. كم ترى من بخيل يسمح بالكثير من ماله على رغبة منه حينما يستحكم في تصوره رجحان الانفاق إما رغبة في الخير أو حبا للجاه أو انقيادا إلى الشهوة وغير ذلك. يكثر منه ذلك ويقل. وقد يبلغ أن يكون سمحا في فعل الخير. أو في الانقياد إلى الشهوة. أو في حب الجاه والسمعة وهو بخيل فيما عدا ذلك وقد يتبدل بخله بالسماحة في أكثر الأمور ويتفق له الشح في بعضها. وكم ترى من سخي يبخل بالقليل في كثير من الموارد. ترى بعضا يبخل في فعل الخير. وترى بعضا يبخل في فعل الفسوق. وترى بعضا يبخل في موارد مختلفة بحسب الجهات المتشتتة. وكم ترى من حليم يثور به الغضب ثورة شديدة بحسب الدواعي المختلفة. فمنهم من يشتد غضبه على الأفعال المنكرة. ومنهم من يشتد غضبه على مخالفة أمياله وشهواته أو كبريائه. وكم من حاد غضوب لا ترى لخلقه أثرا في الأمور المشروعة ولا مع امرأته ولا مع ولده ولا مع الأكابر ولا عند دواعي

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 455
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست