responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 439

الإنجيل والبرزخ

عمانوئيل: يذكر إنجيل لوقا في الفصل السادس عشر عن كلام المسيح لتلاميذه إنه كان غني متنعم وكان مسكين أسمه اليعازر وهو مبتلى مطروح على باب الغني فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم ومات الغني أيضا فدفن فرفع عينيه في الهاوية وهو في العذاب ورأى إبراهيم من بعيد واليعازر في حضنه فنادى يا أبي يا إبراهيم ارحمني وأرسل اليعازر ليبل طرف أصبعه بماء ويبرد لساني لأني معذب في هذا اللهيب فقال إبراهيم: إنك استوفيت خيراتك في حياتك واستوفى اليعازر البلايا فهو يتنعم وأنت تتعذب وزيادة على هذا إن بيننا وبينكم هوة لا يقدر أحد أن يجتازها فقال الغني إذن أسألك أن ترسل اليعازر إلى بيت أبي ليشهد لهم وينذرهم لكيلا يبتلوا بهذا العذاب فقال إبراهيم عندهم كتب موسى والأنبياء تكفيهم واعظا ومنذرا فقال الغني إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون فقال إبراهيم إن كانوا لا يسمعون من كتب الأنبياء فلا يصدقون إن قام واحد من الأموات. اليعازر هذا بيان كبير لعالم جسماني يذكر فيه إصبع. ماء. لسان. عذاب. لهيب. قيام من الأموات ولكن يا للعجب مثل هذا البيان الكبير المفيد ما هو السبب في أن أغفلته الأناجيل الثلاثة ولم يتعرض له إلا لوقا.

عمانوئيل: يا سيدي الوالد سألت عن السبب في أن الأناجيل الثلاثة لم تذكر هذا البيان المفيد فهو السبب الذي شوه هذا البيان وجعل السبب في عذاب الغني هو كونه استوفى خيراته في الدنيا والسبب في نعيم اليعازر أنه كان مبتلى في الدنيا. أو ليس الصحيح المعقول اللائق بتعليم النبي المرشد هو أن يبين أن السبب في العذاب هو التمرد على الله بفعل الخطايا والسبب في النعيم هو الصلاح وعمل الصالحات. وكم من فقير مبتلى قضى حياته بالمأثم والكفر والظلم والأخلاق الردية وأعمال الفساد وسوء الأثر. لقد كان حق التعليم النبوي الصحيح أن يعلل سعادة اليعازر بأعماله الصالحة وأخلاقه الفاضلة ويعلل عذاب الغني بشقائه في الدنيا وأخلاقه الرذيلة وتمرده على الله.

اليعازر: قد جاء في الأناجيل عن قول المسيح إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله [1].

عمانوئيل: يا سيدي الوالد هل ترى هذا من التعليم المعقول الصحيح، وهل يكون هذا من تعليم المسيح. أليس العيان شاهدا على خلافه. القس: يا عمانوئيل إن في القرآن مثل هذه العبارة فهل هي واردة في مثل هذا التعليم المردود.

عمانوئيل: يا سيدي الآية الأربعون من سورة الأعراف المكية هكذا (إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء. ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين) وهذا هو الصحيح المعقول في هذا الكلام. وهذا المورد من القرآن من جملة ما كان يذكره لنا الشيخ وتنبهنا إليه في الجزء الأول من أن القرآن كثيرا ما يشير بالإشارة الجميلة إلى أغلاط العهدين وتصحيحهما. فإنك ترى القرآن في هذا المقام جرى على رسله في تعليمه الفائق وأورد هذه العبارة في مثله الجمل وسم الخياط فيما يناسبها ولكنه نبه بذلك على أن المعقول الصحيح هو هذا التعليم لا تعليم الأناجيل في الغني. الدكتور: يا عمانوئيل قد ذكر يوم القيامة في العهدين متكررا. فماذا تحصل لك من بيانهما؟


[1]ـ مت 19: 23 و 24 ومر 10: 24 و 25 ولو 18: 24 و 25. (*)





اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 439
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست