responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 414
ماذا تقول فيمن ينكر وجود المكروبات وأمثالها لأن العين المجردة لا تراها وكثير من المكبرات لا توصل إلى رؤيتها..

وماذا تقول فيمن ينكر وجود القوة الكهربائية المحركة لأنها بنفسها لا تقع تحت الحواس ويقول في مكابرته إن القوة الكهربائية ليست إلا بنت التعليل من بعض الآثار التي أقول وأقول إنها من أعمال الصدفة ليس هناك قوة! ألا تدري بأن التعليل هو روح العلوم وأساس قواعدها وأن أمهات العلوم وقوانينها ليست إلا بنات العليل. يحس الانسان بشئ طفيف من المحسوسات المماثلة في جهة فيهديه تعليل العقل الفطري المنزه إلى العلة الكلية المعقولة فيجعلها دعامة من دعائم العلم وقانونا من قوانين الفن..

يرى الانسان يسيرا من الخطوط المتوازية لا تتلاقى فيما يصل إليه من الابعاد فيحكم حكما قطعيا بأن كل متوازيين لا يلتقيان وإن خرجا إلى غير النهاية.

متى أحس جميع الناس بهذا الناموس لكل المتوازيات مع أنهم لم يحصوا من المتوازيات إلا بنسبة واحد إلى ما يتعذر عده منها ومتى وصل حسهم باختبار المتوازيات إلى مائة ألف فرسخ فمن أي حس حكموا عليها بأنها لا تتلاقى حتى لو خرجت إلى غير النهاية.

هب أن الانسان يحس بألف ألف من العدسيات المزدوجة التحديب ومثلها من المزدوجة التقعير ويرى لكل صنف منها آثارا متماثلة من انكسار النور أو جمعه أو انفراجه أو تصغير الشبح أو قلبه ويرى الجمع بين الصنفين يوجب كبر الشبح وقربه فلماذا يحصل من هذا قوانين كلية علمية لكل ما تفرض في العالم من نحو ما ذكرنا من العدسيات؟ أليس ذلك من تنبه العقل الفطري إلى التعليل الطبيعي. هذا هو الناموس السائد والجاري في العلم التجريبي وقوانين العلوم البصريات والسمعيات وسائر الطبيعيات بل كل قوانين العلوم فإنها بأجمعها ليست إلا بنات التعليل. لا تتوهم أنها من بنات الاستقراء والتتبع الحسي! فإن بنات الاستقراء لو جرى التتبع لأكثر الأفراد لا تكون إلا عموما ظنيا مرتعشا. ومن ذلك حكمهم الاستقرائي الظني الواهي بأن كل حيوان ذي أذن فإنه يتناسل بالولادة.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست