responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 232
لم يهب في دعوته طاغوتا ولم يستحقر فيها صعلوكا. يدعو الشريف والحقير والمرأة والعبد. وقد آمن في خلال هذه الدعوة بدعوته الثقيلة على الأهواء من كل وجهة خلق كثير من أهل مكة وضواحيها من قريش وغيرهم، واحتملوا في سبيل ذلك أشد الاضطهاد والهوان والجلاء عن الأوطان إلى الحبشة وغيرها.

فكم من شريف في قبيلته عزيز في أهله وقومه صار بإسلامه مهانا مضطهدا، وكل هذا لم يصد الناس عن الاسلام لا يصد الضعيف ما يقاسيه من العذاب ولا يصد الشريف العزيز ما يلاقيه من الهوان.

يرون الاسلام هو العز والشرف والحياة والسعادة. ففي السنة الخامسة هاجر إلى الحبشة من جملة المؤمنين اثنان وثمانون رجلا من معاريف قريش وأتباعهم وذوي العزة ومعهم مثلهم أو أكثر منهم من النساء المسلمات الشريفات وبقي كثير من المؤمنين في مكة وغيرها، يقاسي أكثرهم سوء العذاب.

وكل هذا لا يصد الناس عن إظهار الاسلام. وقد أقبل على الإيمان بدعوة (محمد) وهو بمكة قبائل الأوس، والخزرج، وغفار، ومزينة، وجهينة، وأسلم، وخزاعة. ولا يخفى أن محمدا كان عزيز قريش من بيت سيادتها وعزها تسميه قريش (الصادق الأمين) يودع عنده مشركو قريش والعرب ذخائرهم إلى حين هجرته.

ومع ذلك كان يقاسي الأذى الشديد من المشركين والاستهزاء والتكذيب لدعوته والحبس مع بني هاشم في الشعب.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 232
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست