responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 22
القس. دع عنك يا عمانوئيل الضجر وتكلم بما عندك فأنا ضامن لك رضا سيدك الوالد فإنه لا يريد منك الإيمان بالتقليد الأعمى. ولكنه لأجل اشتغاله بالتجارة وقلة ممارسته العلوم وقلة قراءته الكتاب المقدس لم يلتفت إلى مواقع سؤالاتك العلمية. ويحق له بما هو فيه أن يستكثر هذه الاعتراضات الكبيرة على فصلين صغيرين من التوراة هات ما عندك.

عمانوئيل: اسمحا لي بالعذر يا سيدي القس ويا سيدي الوالد فإني منذ صرت أتلو التوراة بتفهم وتعقل صرت أتجرع غصص الإشكالات المهولة ولا أجد من يشفي علتي. ولما سعدت بلقاء سيدي القس رجوت أن يكشف عني غمامة الشكوك. فإذا أصغى إلي بسمعه برهة من الزمان فقد صفا لي الوقت لاستيضاح الحقائق على ناموس الحرية والصواب. ولكن سيدي الوالد يريد أن يكدر علي هذا الصفاء وأنا لا أريد أن أغيظه فما هي حيلتي.

اليعازر: هل تظن يا ولدي أنه يهون علي أن تتجرع الغصص وتعاني الكروب. ولكني أخشى أن تكون شكوكك هذه من ضلال الأوهام. بيد أني واثق بمراقبة حضرة القس لك لكي يردعك عن شطحات الكلام وزيغ البحث فتكلم.

عمانوئيل: ما هو المعنى المعقول اللائق بجلال الله في التوراة عن قول الله " هو ذا آدم صار كواحد منا في معرفة الحسن والقبيح " ومن هم الجماعة الذين يعنيهم الله بقوله منا. فهل ترى التوراة تعلم بتعدد الآلهة. أفلا يقلقني هذا الكلام مع قول الأصل العبراني ههنا " ويأمر يهوه الوهيم " أي آلهة. فإن الياء والميم في اللغة العبرانية علامة الجمع. وإن مضمون الكلام الذي قرأته من التوراة هو أن الله جلت عظمته قد خاف من عاقبة آدم إذ صار كواحد من الآلهة. فصار الله يحاذر منه على الجمهورية واستقلالها بالسياسة حتى أعمل الاحتياطات اللازمة لئلا يغلبه آدم على شجرة الحياة فيزيد الخطر والتهديد على المملكة.

يا سيدي كيف لا أجزع وهذا حال التوراة التي نعتبرها كلام الله لرسوله موسى.

القس: مهلا يا عمانوئيل لا تتكلم بحرارة فإن الله سينور ضميرك بنور الهدى، ولعلما تحل هذه العقدة من قلبك بسماع كلمتين من الحقيقة حينما يسمح الوقت ببيانهما.

عمانوئيل: يا والدي أسألك بحنوك الأبوي لو كنت أنت لا تدري بوجود هذه الأمور في التوراة وجئتك أنا وقلت لك إن بعض الكتب تنسب إلى جلال الله هذه الأمور التي ذكرناها في قصة آدم. أفلست تقول إن هذا كفر من ضلالات الوثنية.

اسم الکتاب : الرحلة المدرسيّة والمدرسة السيّارة في نهج الهدى المؤلف : البلاغي، الشيخ محمد جواد    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست