responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرّجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 91

سؤال : فإن قالوا في هذا الجواب : ما أنكرتم أن يكون الله سبحانه علىٰ ما أصّلتموه قد أغرىٰ عباده بالعصيان ، وأباحهم الهرج والمرج والطغيان ، لأنّهم إذا كانوا يقدرون علىٰ الكفر وأنواع الضلال ، وقد يئسوا من قبل التوبة ، لم يدعهم داعٍ إلىٰ الكفّ عمّا في طباعهم ، ولا انزجروا عن فعل قبيح يصلون به إلىٰ النفع العاجل ، ومن وصف الله سبحانه بإغراء خلقه بالمعاصي وإباحتهم الذنوب ، فقد أعظم الفرية عليه ؟

جواب : قيل لهم : ليس الأمر علىٰ ما ظننتموه ، وذلك أنَّ الدواعي لهم إلىٰ المعاصي ترتفع إذ ذاك ، ولا يحصل لهم داع إلىٰ قبيح علىٰ وجهٍ من الوجوه ولا سببٍ من الأسباب ، لأنّهم يكونون قد علموا بما سلف لهم من العذاب إلىٰ وقت الرجعة علىٰ خلاف أئمتهم عليهم‌السلام ، ويعلمون في الحال أنهم معذّبون علىٰ ما سبق لهم من العصيان ، وأنّهم إن راموا فعل قبيح تزايد عليهم العقاب ، ولا يكون لهم عند ذلك طبع يدعوهم إلىٰ ما يتزايد عليهم به العذاب ، بل تتوفّر لهم دواعي الطباع والخواطر كلّها إلىٰ إظهار الطاعة والانتقال عن العصيان ، وإن لزمنا هذا السؤال لزم جميع أهل الإسلام مثله في أهل الآخرة وحالهم في إبطال توبتهم ، وكون توبتهم غير مقبولة منهم ، فمهما أجاب به الموحدون لمن ألزمهم ذلك ، فهو جوابنا بعينه.

سؤال آخر : وإن سألوا علىٰ المذهب الأول والجواب المتقدم فقالوا : كيف يتوهّم من القوم الإقامة علىٰ العناد والاصرار علىٰ الخلاف ، وقد عاينوا فيما يزعمون عقاب القبور ، وحلّ بهم عند الرجعة العذاب علىٰ ما يعلمون ممّا زعمتم أنّهم مقيمون عليه ، وكيف يصحّ أن تدعوهم الدواعي إلىٰ ذلك ، ويخطر لهم في فعله الخواطر ، وما أنكرتم أن تكونوا

اسم الکتاب : الرّجعة أو العودة إلى الحياة الدنيا بعد الموت المؤلف : الكعبي، علي موسى    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست