التربية: أصلها مشتق من الوزن تفعل - بتشديد العين- أي النمو والزيادة. وهي إنماء الشي حالا فحال إلى حد التمام. ورب , هو المالك والمدبر , مشتقة من ربو- بفتح كل الحروف - إشتقاق كبير فعل تربى , - تشديد الباء - قال تعالى: {وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً}[2].
والانسان له صفات ذاتية 50% واكتسابية 50% , الذاتية اذا هو معوق لا سمح الله , فلا تنفع فيه التربية إلا بمعدل بسيط جدا , وكلما كان اسلم ذاتيا كلما كان للتربية اثرها في نمو وزيادة عقله وفكره ومعنوياته , فلو كان سليما 50% والتربية 50% صار انسان كامل , والكاملين هم المعصومين فقط , ولكن نحن دورنا ان نسعى لاجل نصل بانفسنا الى اعلى ما يمكننا من نسبة , كي نكون قدوة لمن نربيهم ومن نعظهم ونرشدهم.
وكل كلمة لها موضوع , وموضوع التربية هو الإنسان , فأول خطوة يجب ان نخطيها هي معرفة الإنسان , لاننا نريد ان يكون لنا دور في نموفكره وعقله وزيادتهما بالمنافع الإكتسابية فلابد ان نعرفه بأوصافه أي بجانبيه , جانب الروح وجانب الجسد. والهدف من التربية هو إيصال المربى إلى الكمال الذي يؤثر على جميع تصرفاته واعماله وسلوكه ودور الأسرة في ذلك أنها العامل
[1] الديوان المرتضوي: ص 145 , وقد ذكرها جمع من عظماء الفريقين، كشيخنا البهائي في شرح الأربعين، والمحقق الجامي في شرح الفصوص , وغيرهما.