responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 418
والاضطرار يحصل من كلّ المواقع والجهات، فقد يقع العبد مضطرّاً أمام الظالم، فيكون مستثنى، وعليه إظهار خلاف ما يكتم.

فهذا هو جواب القرآن الكريم حول موقفه من التقيّة.

مصاديق التقيّة في التأريخ


أمّا الموارد التي حدثت فيها التقيّة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأجازهم عليها، فهي كثيرة جدّاً، منها أنّ النبي أرسل مجموعة من المسلمين لقتل كعب بن الاشرف، فقالوا: يا رسول الله، أتأذن لنا أن ننال منك؟ فأذن لهم[1].

ويقول الطبري: (إنّ الحجّاج بن غلاط السليمي وبعد فتح المسلمين لخيبر استأذن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للذهاب إلى مكّة لجمع أمواله، وأذِن له النبي، فلمّا قرب من مكّة رأى رجالاً من المشركين يتصيّدون الاخبار، ولم يعلموا بإسلامه، فسألوه عن ذلك، فقال لهم: وعندي من الخبر ما يسرّكم، قال: فالتاطوا بجنبي ناقتي يقولون: إيه يا حجّاج، قال: قلت: هزيمة لم تسمعوا بمثلها قط، وأخبرهم بأنّ المسلمين قد هُزِموا في خيبر، واُسِر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، مع علمه بأنّ المسلمين فتحوا خيبر)[2].

ويقول البخاري نقلاً عن عائشة: (إنّ رسول الله استأذن عليه رجل للدخول عليه، فقال: "ائذنوا له، فبئس ابن العشيرة ـ أو ـ بئس أخو العشيرة"، فلمّا دخل ألان له الكلام، فقلت له: يا رسول الله ـ والكلام لعائشة ـ قلتَ ما قلت، ثمّ ألنت له في القول؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "أي عائشة، إنّ شرّ الناس منزلة عند الله من تركه أو ودعه الناس اتقاء فحشه")[3]. ونقل البخاري رواية اُخرى تدلّ على التقيّة من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) [4].


[1]ابن العربي، أحكام القرآن: ج 2، ص 1257.

[2]تاريخ الطبري: ج 2، ص 305، حوادث سنة 7 هــ ; الكامل لابن الاثير: ج 2، ص 223.

[3]صحيح البخاري: ج 8، ص 38، كتاب الادب، باب المواراة مع الناس; سنن أبي داود: ج 4، ص 251، ح 4791.

[4]صحيح البخاري: كتاب الادب، باب المداراة مع الناس، 5780.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست