اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني الجزء : 1 صفحة : 401
بَاقِيَةً فِى عَقِبِه)، والامامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب إلى يوم القيامة"[1].
وكذلك قال أبو جعفر (عليه السلام): "يكون تسعة أئمّة بعد الحسين بن علي، تاسعهم قائمهم"[2]. وروى الكافي هذا الحديث بسند صحيح جدّاً.
إذن، الامامة لعلي بنص القرآن، ولولده بنص رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
ولم ينقل الكاتب هذه النصوص للقارئ ليطّلع على حقيقة الامر، واكتفى بالاشارات إلى ذلك من دون تعليق[3].
الامامة في مواجهة الظروف الموضوعيّة
حملت الامامة امتيازات خاصّة حصلت عليها من إشارات القرآن، وتأكيدات رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ومن هذه الامتيازات قول خزيمة بن ثابت: إنّي سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "أهل بيتي يفرقون بين الحق والباطل، وهم الائمّة الذين يُقتدى بهم"[4]، وقال أبو ذر: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: "الامر لعليٍّ بعدي، ثمّ للحسن والحسين، ثمّ في أهل بيتي من ولد الحسين"[5]. ونتيجة لذلك هنّأ عمر بن الخطّاب علي بن أبي طالب بقوله: (بخٍّ بخٍّ لك يابن أبي طالب أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة) عندما قلّد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) علي بن أبي طالب (عليه السلام) وسام الولاية.
وبقيت هذه الفكرة في أذهان الصحابة والمؤمنين، ولكن وبعد أن اُقصي من يمثّلها بالقوّة نتيجة: (كره العرب أن تجتمع النبوّة والخلافة في بيت واحد) على حدّ تعبير عمر بن الخطّاب[6]، ظلّت هذه الفكرة عرضة لقراصنة السياسة من الامويين