responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 389

ثورة التوّابين ومشكلة القيادة


يقول الكاتب: (نتيجة للفراغ القيادي فقد انتخب الشيعة في الكوفة بعد مقتل الحسين سليمان بن صرد الخزاعي زعيماً لهم)[1].

وأراد الكاتب من هذا الكلام أن يوجد سنداً يدعم مقولته السابقة باعتزال الامام زين العابدين، ولكن المتتبع للاحداث وبنظرة شموليّة لذلك الوضع، يجد أنّ سليمان بن صرد الخزاعي من الذين كاتبوا الحسين ليبايعوه، ولكنّه عجز عن نصرته ودعمه، وبعدما قتل الحسين تولّدت لدى الشيعة ردّة فعل عنيفة جدّاً، هزّت ضمائرهم، وأخذوا يلومون أنفسهم في عدم نصرة الامام (عليه السلام).

أضف إلى ذلك أنّ يزيد وبعد مقتل الحسين لم يترك حرمة إلاّ وانتهكها، فأخذ الشعور بالندم يدبّ في ضمير الاُمّة الاسلاميّة، وأحسّت أنّها مقصرة بحق أئمّتها وقادتها، وأرادت أن تعبّر عن تقصيرها ذلك، وتعيد زمام المبادرة بالقيام بعمل معيّن، ولا يوجد عمل ينقذهم إلاّ الثورة على الواقع الفاسد الذي يعيشونه، ولكن من يقودهم لذلك العمل؟

علي بن الحسين بالامس القريب كان مع أبيه، ويصكّ مسامعه استنهاض أبيه لهم بدون إجابة، وعلى رغم هذا الشعور فقد كتب سليمان بن صرد إلى علي بن الحسين ليبايع له، ويقول بإمامته ويظهر دعوته[2]، فأبى الامام (عليه السلام) ; لما يحمل من نظرة شموليّة


[1]أحمد الكاتب، تطوّر الفكر السياسي: ص 29.

[2]مروج الذهب: ج 3، ص 83.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست