responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 327

النتيجة النهائيّة


تعتبر الامامة السياسيّة ركيزة من مرتكزات الفكر الاسلامي الاصيل لما لها من تأكيدات حصلت عليها من القرآن والسنّة، ولذا نجد كلّ من له طموح سياسي للوصول إلى سدّة الحكم يتشبّث بتلك الركيزة، فلقد تشبّث الامويّون بها، فرفعها معاوية كشعار يقول: (الارض لله وأنا خليفة الله)، وأطلق عبدالملك بن مروان كلمته المشهورة بحقّ السلطان، حيث قال: (هو ظلّ الله في الارض).

وهذه الصفات هي صفات الامام القائم بالحقّ والمُوصى إليه، فأراد معاوية وعبدالملك وأمثالهما أن يشوّشوا الفكر الاسلامي بهذه العبارات بتحريف مصاديقها، ولكنّهم فشلوا في كسب الامّة والسيطرة على شرعيّة الحكم بلقب الوصي أو الامام.

وكذلك ادّعاها العبّاسيّون بعدما عدّلوا في حلقات الوصيّة كما اتضح سابقاً، حتّى وصل الامر إلى أن يخترعوا الفرق، كالراونديّة التي ادعت أنّ رسول الله قد قبض، وأنّ أحق الناس بالامامة بعده العبّاس بن عبدالمطلب[1]. وفشل العبّاسيّون كما فشل الامويّون ـ من قبل ـ في كسب امتيازات المصطلح، وصرّح بفشلهم هذا الدكتور أحمد محمود صبحي عندما قال: (ذلك المثل الاعلى للعدالة والمساواة الذي انتظره الناس من العباسيين قد أصبح وهماً من الاوهام، فشراسة المنصور والرشيد وجشعهم وجور أولاد علي بن عيسى وعبثهم بأموال المسلمين يذكّرنا بالحجّاج وهشام ويوسف الثقفي، وعمّ الاستياء أفراد الشعب)[2].

ونستطيع أن نفهم من دراسة كلّ تلك الادّعاءات أنّ الجميع يسعى للحصول على امتياز الامامة ليكسب الشرعيّة والخلافة لعموم المسلمين، وهذا يرّجح لنا عمق هذه الفكرة في الذهن الاسلامي، بحيث لم يستطع الكاتب أن يجد طريقاً لتأويل هذا التكالب على هذا المصطلح إلاّ الانكار، فأخطأ في تشخيص الموقف عندما جعل من


[1]المقالات والفرق: ص 180.

[2]نظريّة الامامة للدكتور أحمد محمود صبحي: ص 381.

اسم الکتاب : دفاع عن التّشيّع المؤلف : نذير الحسني    الجزء : 1  صفحة : 327
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست